على رغم المسافات الشاسعة التي تفصل الأرض عن النجوم ومجرّاته، تعتزم جامعة ساوثمبتاون البريطانية النهوض بمشروع دولي هدفه نشر شبكة من التلسكوبات المتطوّرة على قارات عدّة، بطريقة تسمح بمراقبة حوادث الفضاء لحظة وقوعها. وتستقر هذه التلسكوبات في أوروبا وأفريقيا الجنوبية وأستراليا الغربية. وتعتمد الشبكة على تلسكوبات غير تقليدية, إذ أنها لا تنتظر تدفق الضوء ووصوله إليها، بل تتجاهله كلياً! إذ تتميّز هذه التلسكوبات الجديدة، التي تنتمي الى جيل يحمل اسم "لوفار" LOFAR، بقدرتها على تقصي موجات الراديو في الكون. والمعلوم ان ذلك النوع من الموجات يصدر عند حصول حوادث كونية كبرى، مثل إنفجار النجوم، تشكّل شمس، نشاط مفاجئ في ثقب أسود، تصادم أجرام سماوية، تكوّن نجم نيوتروني أو غيرها. وفي هذا المعنى، يأمل العلماء ان تستطيع هذه التلسكوبات أحداثاً لا تراها المراصد التقليدية. ففي العادة، يفتش العلماء السماء بحثاً عن الضوء، كي يدرسوه ويعرفوا مصدره، وبالتالي يأخذون فكرة عن سبب صدوره. فمثلاً، إذا انفجرت إحدى الشموس (وهي نجوم) في مكان نائى كونياً، ربما تصل الأشعة إلى الأرض بعد أحقاب طويلة، ما يجعلها خافتة، وقد لا يلاحظها العلماء. ويعتقد إختصاصيو جامعة ساوثمبتون أن هذه التلسكوبات الجديدة، قد تكون أكثر دقة في مسح أرجاء الكون، بسبب قدرتها العالية على إلتقاط موجات الراديو، التي تصدر عن حدث ما، مثل إنفجار إحدى الشموس. ويحمل المشروع اسم "4 باي سكاي" 4Pi SKY. ويقوده البروفسور روب فندلر، وهو أستاذ في كلية الفيزياء والفلك في جامعة ساوثمبتون. تفاصيل أكثر على الموقع الالكتروني لجامعة ساوثمبتون "سوتون. إيه سي. يو كيه" soton.ac.uk