افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأميركي دونالد ترامب وبحضور قادة لبعض الدول الإسلامية المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال)، ويأتي ذلك في إطار مبادرة أطلقتها الرياض لمكافحة الإرهاب. وشاهد الملك سلمان والرئيس ترامب والحضور فيلماً وثائقياً عن أعمال المركز، وعن تاريخ إنشائه وأعداد العاملين فيه ودورهم على مدار اللحظة، واطلعاً على مبادرة إنشاء المركز من المملكة في سبيل مكافحة التطرف وتعزيز الاعتدال، وما يضمه من إمكانات تقنية وبشرية ومرتكزاته الفكرية والرقمية والإعلامية ومهماته في رصد وتحليل نشاطات الفكر المتطرف وأهداف المركز الاستراتيجية القائمة على الوقاية والتوعية والشراكة ومواجهة الفكر المتطرف. وقال الأمين العام للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف الدكتور ناصر البقمي إن إطلاق المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف الذي أعلن تأسيسه في خطوة حازمة، يستند إلى إرادة صلبة تجمع دول العالم؛ للوقوف أمام التطرف ومكافحته على المستويات كافة. وأضاف: «يأتي تأسيس هذا المركز العالمي استكمالاً للجهد الكبير الذي بذلته الدول الإسلامية طوال العقود الماضية في حربها على الإرهاب والفكر المتطرف، واستشعاراً منها لما تمثله محاربة هذا الفكر الدخيل من أولوية قصوى للمسلمين والعالم بأسره، إذ أخذت على عاتقها المبادرة بإنشاء هذا المركز ليكون تكتلاً عالمياً رفيع المستوى، يستهدف مكافحة الفكر المتطرف بشتى وسائله وطرقه، وعبر بؤره ومحاضنه، موقنة أن التطرف هو الجذر الأساس لكل سلوك إجرامي يسعى لتدمير الحضارة البشرية، وتفكيك روابطها الإنسانية، ونشر الفوضى والدمار». وأكد أن هذا المركز العالمي «ثمرة شراكة واعية وريادية بين عدد من الدول، آمنت بضرورة مكافحة الفكر المتطرف والقضاء عليه كلياً، ليس فقط من أجل حاضرنا لكن صيانة للأجيال القادمة». بعد ذلك، توجه خادم الحرمين الشريفين والقادة الحضور إلى قسم القيادة والسيطرة، حيث تم تدشين المركز، وشاهد الجميع عرضاً عن إمكانات المركز البشرية والتقنية غير المسبوقة والتي تم إعدادها وبناؤها بالكامل بأيدٍ سعودية محترفة في مركز الدراسات والشؤون الإعلامية في الديوان الملكي، وذلك بإشراف مباشر من ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان منذ عامين. كما استمع الجميع خلال العرض إلى شرح وافٍ عن دقة هذه التقنيات في رصد وتحليل الفكر المتطرف والتي تم نقلها بالكامل للمركز الدولي لمكافحة الفكر المتطرف. ويسعى المركز الذي يعمل به نحو 350 شخصاً على مدار الساعة في رصد الأفكار الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال والتقنية ومن ثم تعميمها للجهات المختصة، ويهدف لمنع انتشار الأفكار المتطرفة، والاعتماد على سياسة تعزيز التسامح ودعم نشر الحوار الإيجابي. وسبق للمملكة أن استضافت في 2005 المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، وتعتبر المملكة أول دولة توقع على معاهدة مكافحة الإرهاب، ولها سجل كبير في دعم أي جهود دولية تكافح الإرهاب. إلى ذلك، تلقى خادم الحرمين الشريفين أمس، برقية شكر من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره على الحفاوة البالغة وكرم الضيافة اللتين حظي بهما والوفد المرافق خلال ترأسه وفد بلاده في اللقاء التشاوري ال17 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي والقمة الخليجية - الأميركية والقمة العربية الإسلامية - الأميركية التي عقدت في الرياض. كما أعرب أمير الكويت عن تقديره للقاء التشاوري الذي جمعه بقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وما ساده من روح التعاون والتفاهم، حيث جسد فرصة سانحة للتباحث والتشاور في مختلف الأمور ومجمل القضايا التي تمثل اهتماماً مشتركاً بين دول الخليج.