طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – اتهمت إيران امس، الولاياتالمتحدة وإسرائيل بالتورط في التفجير الذي أسفر عن مقتل 25 شخصاً وجرح العشرات داخل مسجد في مدينة زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرقي البلاد. واعتبرت ان التفجير يستهدف إثارة «نزاع طائفي» والتأثير في الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 حزيران (يونيو) المقبل. ورفعت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية الى 25 عدد القتلى في مسجد أمير المؤمنين، فيما قال محافظ سيستان بلوشستان علي محمد آزاد ان 125 شخصاً جرحوا. ولم تتبن اي جهة المسؤولية عن الهجوم، فيما أُعلن الحداد ثلاثة أيام في الإقليم. وقال جلال صياح نائب محافظ سيستان بلوشستان القريبة من باكستان وأفغانستان وتضم أقلية سنية كبيرة: «اعتُقل الأشخاص الثلاثة الضالعون في الحادث الإرهابي. بحسب المعلومات التي جمعناها، فإن هؤلاء المشتبه بهم جندتهم اميركا وعملاء الاستكبار». وزاد ان «الإرهابيين الذين زودتهم أميركا تجهيزات في إحدى الدول المجاورة، نفذوا هذا العمل الإجرامي لإثارة نزاع ديني، والخوف، والتأثير في الانتخابات الرئاسية». وكان وزير الاستخبارات الإيراني غلام حسين محسني إجئي أعلن في نيسان (أبريل) الماضي، عن اعتقال خلية مرتبطة بإسرائيل خططت لتنفيذ تفجيرات قبل الانتخابات. وأدرج محافظ محافظ سيستان بلوشستان علي محمد آزاد التفجير في إطار مشروع دبره «قطاع طرق وإرهابيون»، بهدف التعرض ل «أمن المحافظة قبل الانتخابات، مع انعدام الأمن في البلدان المجاورة شرق» إيران. وقال: «فجّر إرهابي القنبلة». وأضاف انه بعد الانفجار «أُوقف عناصر مجموعة إرهابية كانوا يريدون الفرار من زاهدان»، موضحاً انهم كانوا يريدون «تفجير قنابل في مناطق أخرى في زاهدان. التحقيق معهم مستمر». وعلى رغم ان طهران استبعدت فرضية حصول هجوم انتحاري، قال النائب عن زاهدان بيمان فيروزش ان «هذه الكارثة هي هجوم انتحاري إرهابي». بدوره قال خطيب صلاة الجمعة أحمد خاتمي ان «بصمات أميرکا وإسرائيل موجودة بلا شك في هذا الحادث»، مضيفاً ان «منفذي الجريمة النكراء ومن يقف وراءها سيعاقبون». وأبدى ثقته بأن «الشيعة والسنة سيكونون متنبهين لمؤامرات الأعداء التي تستهدف إثارة الصراع في ما بينهم». أما المرشح الإصلاحي للانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي فاتهم «قوى أجنبية» لم يحددها بالهجوم. وقال: «كلما نقص وجود القوات الأجنبية في المنطقة، زاد الأمن فيها. هذه القوى تسبب تصاعد التطرف». وتتهم إيران «عملاء» للولايات المتحدة وبريطانيا متمركزين في العراق وأفغانستان المجاورين، بتنفيذ هجمات على المحافظات الحدودية حيث تقطن أقليات عرقية. وتقول إيران ان جماعة سنية تُعرف باسم «جند الله» وتنشط في المنطقة الحدودية، تتلقى دعماً من الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وشنت جماعة «جند الله» هجوماً في زاهدان في شباط (فبراير) 2007، أسفر عن مقتل 13 عنصراً من الحرس الثوري. وتفجير المسجد في زاهدان هو الأعنف في إيران منذ أكثر من عشر سنوات. وكان تفجير في مسجد في مدينة شيراز جنوب البلاد في نيسان من العام الماضي، أسفر عن مقتل 14 شخصاً وجرح أكثر من مئتين.