شهدت محافظة الطائف أمس أمطاراً غزيرة غير مسبوقة استمرت ساعات عدة، وتركت خلفها خسائر مادية كبيرة في بعض الممتلكات. وكانت مدينة الورد على موعد لم يكن في الحسبان مع أمطار غزيرة جداً لم تشهدها المحافظة من قبل، وسالت على إثرها الأودية والشعاب وخلفت خلفها سيولاً منقولة أدت إلى إغلاق طريق الهدا احترازياً، وتوقفت حركة السير في طريق السيل نتيجة تلك السيول. وتسببت الأمطار الكثيفة في تجمعات مائية في الشوارع والأزقة والأماكن المنخفضة، إذ جرفت العديد من المركبات وبعض مقتنيات المحال التجارية. وأعلن الدفاع المدني حالة الاستنفار القصوى، وباشرت فرقه إنقاذ 40 شخصاً احتجزوا داخل مركباتهم التي جرفتها مياه الأمطار وفقدوا السيطرة التامة عليها، كما تم تسجيل عدد من بلاغات تلقتها الجهات المعنية تمحورت حول التماسات كهربائية وإغلاق شوارع غمرتها المياه. ووجه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل بتشكيل لجنة عاجلة برئاسة محافظ الطائف لمعرفة مصدر الخلل والتقصير الذي أدت إلى حدوث أضرار بالممتلكات نتيجة الأمطار الغزيرة التي غمرت مدينة الورد. وعلمت «الحياة» أن أمير مكة شدد على أن تقدم الجهات المشاركة في اللجنة والمكونة من شرطة المنطقة وإدارة الدفاع المدني بالمنطقة وأمانة الطائف وشركة المياه الوطنية بالمحافظة وجهات أخرى تقريراً مفصلاً يوضح مكامن الخلل والتقصير ومسببات الأضرار التي لحقت بالممتلكات. إلى ذلك، وجه وزير الشؤون البلدية والقروية عبداللطيف آل الشيخ، أمانة محافظة الطائف بحضور الفرق الميدانية على مدار الساعة وتوفير كل الإمكانات والتعزيزات من المعدات والعمالة للتعامل مع ما نتج من الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة من تجمعات مائية في المناطق المنخفضة والطرق، والرفع بتقرير عاجل بما تم اتخاذه في تنفيذ خطة الطوارئ التي أعدتها مسبقاً للتعامل مع موسم الأمطار والحالات المطرية الطارئة. وطالب من أمين محافظة الطائف المتابعة الميدانية مع رؤساء البلديات والمهندسين المختصين وشركات النظافة ومقاولي الأمانة، للتأكد من سير الخطط أثناء تعاملها مع تجمعات المياه في جميع المناطق والأحياء. وفي السياق ذاته، قالت أمانة الطائف في بيان لها إنها باشرت أعمال احتواء آثار الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة المنقولة وغير المنقولة التي شهدتها المحافظة أمس. وانتشرت فرق الأمانة وآلياتها والمعدات الخاصة بأعمال الكسح والشفط للتجمعات المائية وفتح الطرق منذ اللحظات الأولى لهطول الأمطار. وتعتبر الأمطار التي سقطت أمس، من أكبر الكميات التي شهدتها المحافظة منذ سنوات، إذ فاضت أضخم عبارات تصريف مياه السيول بوادي وج وأصبحت السيول تتدفق من أعلاها.