هزت أربعة تفجيرات ضخمة شمال غربي باكستان أمس، بعد ساعات على تبني حركة «طالبان – باكستان» الهجوم الانتحاري على مجمع الاستخبارات العسكرية في لاهور (شرق) في إقليم البنجاب أول من أمس، وتوعدها بشن اعتداءات «أكبر وأخطر» في المدن، رداً على العملية التي يشنها الجيش منذ 26 نيسان (ابريل) الماضي في إقليم وادي سوات القبلي. وقتل خمسة أشخاص وجرح حوالى مئة، في هجوم مزدوج شن عبر تفجير عبوتين زرعتا في دراجتين ناريتين في سوقين مكتظتين في بيشاور عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي. واستهدفت العبوة الأولى سوق كباري الذي يقع في شارع ضيق، ما أدى الى اندلاع حريق ضخم التهم سبع سيارات على الأقل. أما العبوة الثانية فانفجرت في سوق مجاورة، ما دمر 18 متجراً للإلكترونيات. وتلى التفجيرين اندلاع اشتباك مسلح بين رجال الشرطة ومتشددين قتل أحدهم. كذلك اقتحم انتحاري استقل سيارة مفخخة نقطة تفتيش للشرطة في منطقة سارا خاوار على مشارف بيشاور، ما أدى الى مقتل شرطيين وجرح حوالى 15 آخرين، فيما فجرت عبوة ناسفة قرب مستشفى في مدينة ديرة إسماعيل خان التي تبعد 300 كيلومتر من بيشاور. تزامن ذلك مع تهديد حكيم الله محسود، نائب زعيم «طالبان – باكستان» بيعة الله محسود الذي يعتقد بأنه يختبئ في إقليمجنوب وزيرستان القبلي ب «شن عدد اكبر من الهجمات وعمليات اخطر ضد المقار الحكومية في مدن لاهور وراولبندي وإسلام آباد وملتان خلال الأيام والأسابيع المقبلة»، داعياً سكانها الى المغادرة. كما أذاع الجيش تسجيلاً لمكالمة هاتفية رصدت للناطق باسم الحركة في سوات مسلم خان لدى حضه متشدداً آخر على شن هجمات انتقامية. وجاء في التسجيل: «هناك حاجة لمهاجمة الجنود في البنجاب كي يفهموا ويشعروا بالألم، ويجب استهداف منازل العسكريين لقتل أطفالهم من اجل ردعهم عن القتال». ورجح محللون ان الكلفة الحقيقية للعملية يمكن ان تظهر الآن، وحذروا من قدرة «طالبان» على تنفيذ تهديداتها بتأجيج العنف. وقال محلل شؤون الدفاع طلعت مسعود: «يريد المسلحون إضعاف الدولة، وإحباط معنويات مسؤوليها والحصول على دعاية عبر مهاجمة قوات الأمن»، موضحاً ان المسلحين اختاروا إقليم البنجاب بسبب أهميته السياسية والاقتصادية، وضمه العدد الأكبر من العسكريين. ولم يستبعد الخبير الأمني إكرام سيهغال مزيداً من الهجمات، «لأن طالبان منيت بخسائر كبيرة في وادي سوات». وفي إطار الحملة المتواصلة في سوات، رصدت إسلام آباد مكافآت لاعتقال 21 من زعماء «طالبان» في الإقليم أو قتلهم، في مقدمهم الملا فضل الله قائد مقاتلي حركة «تطبيق الشريعة» الذي حددت مكافأة تسليمه حياً أو ميتاً بخمسة ملايين روبية (62250 دولاراً). وقصفت مروحيات ومقاتلات مخابئ للمسلحين في أجزاء من سوات، فيما تولت القوات البرية إزالة الألغام من مدينة مينغورا عاصمة الولاية، ونشرت حواجز على الطرق.