بين كلّ الفضائيات المتخصصة تنفرد القنوات الرياضية بأنها صاحبة الجمهور الأوسع، والمشاهدات الأغزر، بسبب طبيعة ما تقدمه، خصوصاً حين يتعلق الأمر بمباريات كرة القدم في مستوياتها العربية والعالمية. هي فضائيات يتوزع مشاهدوها على الأجيال كلّها، ومن الجنسين، لكنها تقفز بعددهم بصورة كبرى واستثنائية في المناسبات الأهم، ومنها نهائيات كأس العالم، وكذلك نهائيات أمم أوروبا وأمم أميركا اللاتينية. في متابعة كل تلك المباريات، يهتم المشاهد العربي بما تبثه الشاشات من مباريات تهمّه متعتها ونتائجها. وهو حين تفوته مشاهدتها يحرص على الإعادة التي تكون في اليوم التالي، لكنه يفاجأ كل مرة بالشريط الإخباري أسفل الشاشة ينشر له نتيجة المباراة التي يشاهدها، وهو ما يفسد متعته، ويحرمه التشويق الذي لا يتوفر إلا مع غموض النتيجة. مسألة تتكرّر باستمرار، وهي تعكس حالاً من اثنتين، الأولى غياب التنسيق بين من يعدّون تلك المباريات للعرض وبين من يشرفون على الشريط الإخباري، بحيث يقع «الخرق». اما الاحتمال الثاني، فقد يكون في عدم اعترافهم بتأثير معرفة نتيجة المباراة على متعة مشاهدتها. في الحالين المشاهد هو الخاسر، لأن حماسته – غالباً – ستنطفئ، وسينقل اهتمامه الى قناة أخرى بحثاً عن مشاهدة أخرى. رأينا كثيراً من هذا ولا نزال في مباريات دوري أبطال أوروبا، تماماً كما في مباريات الدوريات الكروية العربية، وخصوصاً الخليجية، حيث المباراة المعروضة والتعليق عليها في واد، والشريط الإخباري في واد آخر، في ما يشبه تناقضاً مضحكاً بين الأمس (المباراة المعادة) واليوم (أخبار الشريط). وفي ذلك كله فوضى لا علاقة لها بالعصر، الذي صار التلفزيون أحد أهم معالمه وأكثرها تأثيراً في الناس. هي ملاحظة نسوقها ونحن نعرف أن تداركها سهل وبسيط ولا يكلّف القنوات المعنية أي جهود تذكر، بل ولا تترتب عليه خسارة من أي نوع. بل على العكس من ذلك تماماً، هو تدارك يعيد المنطق لبث تلفزيوني لا يجوز أن يترنح بعيداً عنه، كي لا يفقد صلته الوثيقة بمشاهديه، وهم في مجال الرياضة كثر، بل الأكثر من أي مجال تخصصي آخر.