لم يدم شهر العسل بين روسيا وبريطانيا طويلاً، وتعرضت جهود تحسين العلاقات الى ضربة قوية مع الإعلان عن فضيحة تجسس جديدة وتبادل لطرد ديبلوماسيين بعد مرور فترة قصيرة على تحسن جزئي في علاقات الطرفين. وكشف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أول من أمس، عن أن بلاده طردت موظفاً في السفارة الروسية في لندن قبل نحو اسبوعين بعدما «حصلنا على براهين تثبت عمل أجهزة الاستخبارات الروسية ضد مصالح بريطانيا»، وقال ان موسكو ردت بعد أيام بطرد ديبلوماسي بريطاني من اراضيها . ونفى هيغ عن الديبلوماسيين البريطانيين العاملين في روسيا تهم التجسس، وأكد في الوقت ذاته «انفتاح لندن على التعاون مع روسيا على أساس الاحترام المتبادل». وكانت موسكو تكتمت على التطور الذي شكل نكسة لجهود تحسين العلاقات بعد فترة طويلة من الجمود. ونقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أمس، عن مصادر في موسكو ترجيحها أن يكون طرد الديبلوماسي الروسي في لندن مرتبطاً باعتقال الروسية يكاتيرينا زاتوليفيتير في أوائل الشهر، ووجهت السلطات المختصة اتهامات لها بالتجسس لمصلحة موسكو. وكانت زاتوليفيتير تعمل مساعدة لعضو لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني مايك هينكوك الذي أعلن أن مساعدته لم تنتهك القانون البريطاني، مؤكداً نيته تقديم اعتراض أمام المحكمة على اعتقالها. وتعد هذه المرة الأولى منذ انتهاء «الحرب الباردة» التي يتهم فيها موظفون عاملون في البرلمان البريطاني بالتجسس لمصلحة روسيا. ومنذ اعتقال الروسية تسارع توتر العلاقات مجدداً بين البلدين خصوصاً بعدما رفضت السلطات البريطانية السماح لروسيا بتقديم دعم قنصلي لها. وكانت موسكو بعثت عبر القنوات الديبلوماسية استفساراً إلى السلطات البريطانية لتوضيح الموقف. واعتبر مصدر روسي تحدثت إليه «الحياة» أمس، أن التطورات الأخيرة وبينها تبادل طرد الديبلوماسيين «لها طابع أمني - فني وليس سياسياً»، مؤكداً أن «النخب السياسية في البلدين لا تبدو مرتاحة لتوقيت تفجير قضية تجسس جديدة يمكن ان تعرقل جهوداً كبيرة للجانبين لتحسين العلاقات».