أعلنت حركة «طالبان» الأفغانية اليوم (الجمعة) بدء «هجوم الربيع» الذي تشنه سنوياً، وقالت إنه سيجمع بين الهجمات التقليدية والانتحارية وأساليب حرب العصابات ضد القوات الأفغانية والأجنبية، ما يشير إلى التحدي الذي تواجهه الإدارة الأميركية بينما تقيّم خياراتها في أفغانستان. وجاء الإعلان عن الهجوم الذي حمل اسم زعيم الحركة السابق أختر محمد منصور الذي قتل في غارة نفذتها طائرة من دون طيار أميركية العام الماضي، بعد أسبوع على أحد أكثر الهجمات دموية على القوات الأفغانية منذ إسقاط حكم «طالبان» قبل أكثر من 15 عاماً، والذي نفذه 10 انتحاريين وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 135 جندياً أفغانياً في قاعدة في مدينة مزار الشريف شمال البلاد، وفقاً للإحصاءات الرسمية. ويعتقد أن المحصلة الفعلية لقتلى الهجوم تصل إلى ضعف هذا الرقم. ويعد الهجوم الذي أجبر وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش على تقديم استقالتهما، مثالاً على المهمة الصعبة التي تواجهها القوات الأفغانية المدعومة من الغرب لاحتواء «طالبان» منذ رحيل معظم قوات «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) في العام 2014 تاركة بعثة صغيرة للتدريب وتقديم المشورة. وزار وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الذي حذر من «عام آخر صعب» في 2017، ومستشار الأمن القومي الأميركي أتش أر ماكماستر أفغانستان هذا الشهر، في وقت تعمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على صياغة استراتيجية للمنطقة. وتشير التقديرات الأميركية إلى أن القوات الأمنية الأفغانية التي تكبدت خسائر بالآلاف في صفوفها، تسيطر على ما يقل عن 60 في المئة من أراضي الدولة على رغم أن المتمردين لم يتمكنوا حتى الآن من الاستيلاء على أي مراكز إقليمية رئيسة. وقالت «طالبان» في بيانها اليوم إنه سيجري استهداف وإنهاك وقتل أو خطف القوات الحكومية، غير أنها تعهدت أن تكون الخسائر في صفوف المدنيين في أضيق نطاق ممكن. وقالت الحركة إن «التركيز الرئيس في عملية منصوري سيكون على القوات الأجنبية وبنيتها التحتية العسكرية والاستخباراتية والقضاء على جهازها الداخلي للمرتزقة». وكان أكبر قائد عسكري أميركي في أفغانستان الجنرال جون نيكلسون قال في شباط (فبراير) الماضي إنه في حاجة إلى قوات دولية إضافية قوامها بضعة آلاف لكسر «جمود» الموقف مع «طالبان». وتنشر الولاياتالمتحدة حالياً حوالى 4800 جندي في أفغانستان في إطار «بعثة الدعم الحازم» التي يقودها «ناتو» ومهمة أخرى لمكافحة الإرهاب تستهدف أساساً تنظيمي «الدولة الإسلامية» (داعش) و«القاعدة».