لندن، كابول، واشنطن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي - حض وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس، الأفغان على إعطاء دفعة لتسوية سلمية مع مقاتلي حركة «طالبان»، مطالباً جيران أفغانستان بدعم الاتفاق. وقال ميليباند في كلمة ألقاها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «حان الوقت كي يسعى الأفغان الى تسوية سياسية عبر بذل الجهد ذاته الذي يواكب خطواتنا العسكرية والمدنية». وفي ظهور منفصل أمام منتدى للشؤون الخارجية بمكتبة كينيدي في بوسطن، قال ميليباند: «لم يعد الحل عسكرياً في افغانستان، ولن ينتهي إلا سياسياً»، مضيفاً: «لن تحقق أفغانستان سلاماً دائماً ابداً اذا لم ينضم مزيد من الأفغان الى النظام السياسي، ويساند الجيران باكستان والهند وروسيا والصين التسوية السياسية». وتعكس تصريحات ميليباند المؤيدة للمصالحة قبولاً متزايداً في الغرب لاضطلاع مقاتلي «طالبان» الذين يقطعون علاقاتهم بتنظيم «القاعدة» بدور في مستقبل البلاد، فيما يشعر البريطانيون بقلق متزايد من خسائرهم العسكرية في أفغانستان والتي ارتفعت الى 272 قتيلاً منذ 2001. كما تحتاج حكومة حزب العمال التي تواجه مهمة صعبة في الفوز بالانتخابات المقررة هذه السنة، الى إظهار امتلاكها استراتيجية لإخراج جنودها الذين يبلغ عددهم 9500. ويعتزم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي عقد مؤتمر للسلام في 29 نيسان (أبريل) المقبل لبحث جهود تحقيق المصالحة مع مقاتلي «طالبان» وزعمائهم، مع العلم ان «طالبان» رفضت مرات اقتراحات كارزاي بالسلام، مشددة على ضرورة ان تترك القوات الأجنبية أفغانستان أولاً، لكن محادثات مترددة أجريت بين الجانبين. ميدانياً، قتل جنديان من الحلف الأطلسي (ناتو) وجرح آخرون في هجوم نفذه انتحاري استهدف قاعدة مشتركة بينهم وبين الشرطة وحرس الحدود الأفغان في ولاية خوست (شرق). وقال الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد إن «ناشطاً في الحركة يدعى محمد يونس هاجم القاعدة الواقعة في منطقة علي شاعر بولاية خوست. وأضاف ان «الانتحاري ارتدى بزة حرس الحدود ودخل القاعدة وشغل المتفجرات قرب جنود تحلقوا حول نار». وقتل 120 جندياً من القوات الأجنبية العاملة في افغانستان منذ مطلع السنة. وفي 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، قتل انتحاري سبعة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) وضابطاً أردنياً يتعاون معهم في قاعدة بخوست ايضاً. وفي منطقة بارمال بولاية باكتيكا الشرقية، قتل ثلاثة جنود وعنصران من حرس الحدود الأفغان في انفجار سيارة مفخخة، من دون ان ترشح تفاصيل حول تنفيذ الهجوم قرب القاعدة العسكرية او داخلها. على صعيد آخر، صرح رئيس اركان الحلف الأطلسي في اوروبا الأميرال الأميركي جيمس ستافريدس في واشنطن بأن قوات الحلف في افغانستان لا تقدم عناصر كافية لتدريب قوات الشرطة والجيش الأفغانيين، والذي يشكل احد ركائز استراتيجية الرئيس الاميركي باراك اوباما في البلاد. واعلن الاميرال ستافريدس ان الولاياتالمتحدة تريد ان تؤمن الدول الأعضاء في الأطلسي 1278 مدرباً، لكنه أجري تجنيد 541 فقط. وفي محاولة لمعالجة هذه المشكلة، يدقق مركز قيادة الأطلسي في اوروبا والامين العام للحلف اندرز فوغ راسموسن حالياً في الدول القادرة على تأمين مدربين. وأكد ستافريدس ان الحلف على الطريق الصحيح لإرسال 10 آلاف جندي اضافي. وقال: «وصلنا الى 9500 جندي».