قتل ستة أشخاص وجرح خمسة آخرون، بينهم أطفال، لدى تفجير فتى انتحاري في ال14 من العمر، عبوة ناسفة قرب مقر قيادة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في «المنطقة الخضراء» الخاضعة لحماية مشددة في العاصمة الأفغانية كابول أمس. وشكل ذلك الهجوم الثالث على كابول هذه السنة، ما يؤكد الصعوبات التي تواجهها القوات الحكومية في بسط الأمن في العاصمة، ومواجهة المسلحين بعد انسحاب القوات الأجنبية نهاية العام 2014. ودوّى الانفجار بعد كلمة ألقاها نائب رئيس الوزراء محمد قاسم فهيم أمام مئات من المسؤولين والأعيان داخل قاعدة «كامب ايغرز» التي استضافت مراسم ذكرى مرور 11 سنة على اغتيال انتحاريَين من تنظيم «القاعدة» احمد شاه مسعود، العدو اللدود لحركة «طالبان». وتضم القاعدة 2500 عنصر اجنبي يدربون القوات الأفغانية. وأوضحت الشرطة أن غالبية ضحايا الانفجار أطفال تجمعوا حول مقر الحلف، لبيع حاجيات للجنود في القاعدة القريبة أيضاً من السفارة الإيطالية ومقر جمعية أسست تكريماً لمسعود. وندد الحلف الأطلسي ب «إرغام طالبان شباناً صغاراً على تنفيذ أعمالهم الجبانة، ما يثبت مجدداً أسلوبهم الخسيس». وأعلن الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد أن الحركة تتبنى الهجوم، مشيراً إلى استهداف «مكتب تستخدمه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) داخل القاعدة»، وأضاف: «قتل أجانب كثيرون». ورجح صديقي صديقي، الناطق باسم وزارة الداخلية، على صفحته في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، تنفيذ «شبكة حقاني» المتحالفة مع الحركة الهجوم، غداة إدراج الولاياتالمتحدة الشبكة على لائحة الإرهاب، في وقت تتهمها بشن هجمات ضخمة على أهداف أفغانية وأجنبية في كابول. وأعلن قادة كبار في «شبكة حقاني» أن الخطوة الأميركية توضح أن الولاياتالمتحدة ليست صادقة في جهود إرساء السلام في أفغانستان، وحذروا من استهداف القوات الأميركية بهجمات جديدة في أفغانستان. في واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع (البنتاغون) أن عملية سحب اكثر من 30 ألف جندي أميركي قبل نهاية الشهر، تنفذ بحسب الخطة، وستنتهي قبل الموعد المحدد. وينتشر نحو 100 ألف جندي أميركي في أفغانستان، سيتقلص عددهم إلى 68 ألفاً لدى عودة الدفعة الجديدة. وهناك أيضاً 40 ألف جندي غير أميركي.