واشنطن، بكين - رويترز - حذرت الصين أمس، من أن صداماً جديداً محتملاً بين الكوريتين ينتج من تهديد بيونغيانغ اول من امس بضرب كوريا الجنوبية مجدداً إذا أجرت مناورات بالذخيرة الحية قرب جزيرة يونبيونغ قبالة الساحل الغربي، والتي شهدت قصفاً كورياً شمالياً الشهر الماضي أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، يمكن أن يهز الاستقرار في المنطقة. وحضت كلا الحكومتين على تفادي تنفيذ خطوات تؤجج التوترات. وفي انعكاس لموقف الصين بعدم التدخل في الخلاف المشتعل بين الكوريتين، لم ينتقد بيان اصدرته الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يو مباشرة خطط سيول لإجراء مناورات عسكرية، ولا لتهديد بيونغيانغ بشن هجوم إذا مضت المناورات قدماً. لكن البيان أوضح أن بكين تخشى من تكرار المواجهة التي اندلعت الشهر الماضي. وقالت جيانغ: «الوضع في شبه الجزيرة الكورية معقد وحساس الآن، والصين تشعر بقلق بالغ». وزادت: «إذا اندلع اشتباك دامٍ في شبه الجزيرة فإن اول من سيعاني هو الشعب الموجود على طرفي شبه الجزيرة، ومن المؤكد أيضاً أن يدمر السلام والاستقرار الإقليميين ويلحق الضرر بالدول المجاورة». وجددت جيانغ دعوة الصين لإجراء محادثات من اجل نزع فتيل المواجهة بين سيول وبيونغيانغ حليفة الصين منذ فترة طويلة. وقالت إن «الصين تعارض بحزم من دون أدنى لبس أي إجراءات يمكن أن تؤدي إلى تدهور وتصعيد الوضع، وتدمير السلام والاستقرار الإقليميين». وبخلاف الصين دعت روسيا كوريا الجنوبية إلى إلغاء خطط المناورة، واستدعت سفيري كوريا الجنوبية والولايات المتحدة للتعبير عن «القلق البالغ» من المناورات. وفي اتصال هاتفي مع محطة «سي ان ان» من بيونغيانغ التي يزورها حالياً، اعلن بيل ريتشاردسون حاكم ولاية نيو مكسيكو الأميركية الذي اضطلع سابقاً بدور وسيط مع كوريا الشمالية، أن الوضع بين الكوريتين مثل «صندوق بارود». وحض كوريا الشمالية على «ضبط النفس إلى أقصى حد»، معتبراً انه يجب أن تسمح بإجراء كوريا الجنوبية المناورات العسكرية. وقال ريتشاردسون بعد لقائه كبير المفاوضين النوويين الكوريين الشماليين وقائد الجيش الكوري الشمالي: «اعتقد بأنني حققت تقدماً بسيطاً»، علماً انه غير موجود في كوريا الشمالية كمفاوض رسمي أميركي. واقترح ريتشاردسون أن تدرس الكوريتان عقد اجتماع قمة لبحث سبل تفادي حدوث مواجهة. وقال: «الآن هذا صندوق بارود. نحتاج ليس فقط إلى تهدئة الأمور، لكن بحث خطوات يمكن أن ينفذها الكوريون الشماليون مثل السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول ومعاينة ترسانتها النووية». وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية بي جي كراولي حمل اول من امس بيونغيانغ مسؤولية زيادة التوتر في مواجهة «حق كوريا الجنوبية في إجراء مناورات التي وصفتها صحف الشمال بأنها محاولة انتحار أشبه بحفر القوى المحافظة في الجنوب قبرها بنفسها لدى تعاونها مع عناصر خارجية لمحاولة الحاق الأذى بأهلها». وفي شأن استعدادات المناورات العسكرية، اعلن ضابط في قوات مشاة البحرية طلب عدم نشر اسمه أن أي بيان لن يصدر في شأن خطة المناورات، باستثناء إبلاغ الصحافيين الموجودين على الجزيرة قبل ساعتين أو ثلاثة من إجرائها». ويساور القلق حوالى 1600 من سكان الجزيرة التي ينتشر فيها حوالى ألف عسكري من احتمال وقوع هجوم وشيك لكوريا الشمالية، وفضلوا مغادرتها.