وافق البرلمان البريطاني اليوم (الأربعاء) على طلب رئيسة الوزراء تيريزا ماي إجراء انتخابات عامة مبكرة. وكان من المقرر ألا تجرى انتخابات عامة في بريطانيا قبل العام 2020، لكن ماي قالت أمس إنها ترغب في تقديم هذا الموعد إلى الثامن من حزيران (يونيو) المقبل. وأيد 522 عضواً في البرلمان إجراء الانتخابات وعارضه 13. وكانت ماي بحاجة لدعم أكثر من ثلثي الأعضاء البالغ عددهم 650 لإجراء الانتخابات. إلى ذلك، قالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن إن نجاح حزبها القومي الاسكتلندي في انتخابات مبكرة في الثامن من حزيران (يونيو) المقبل سيجعل من المستحيل أن تمنع ماي استفتاء جديداً على استقلال اسكتلندا. ورفض الاسكتلنديون الاستقلال عن المملكة المتحدة في استفتاء في العام 2014، لكنهم صوتوا لمصلحة البقاء في الاتحاد الأوروبي العام الماضي بينما صوتت المملكة المتحدة لمصلحة الانسحاب. وتقول ستيرجن إن هذا يعني أن اسكتلندا يجب أن تكون لديها فرصة أخرى للتصويت على الانفصال. وأضافت للصحافيين في لندن أنه «إذا فاز الحزب القومي الاسكتلندي في هذه الانتخابات في اسكتلندا ولم يفز المحافظون، فستنهار حينها محاولة تيريزا ماي عرقلة تفويضنا لمنح شعب اسكتلندا خياراً في شأن مستقبله في الوقت المناسب». وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الاسكتلنديين لا يعتقدون أن التوقيت مناسب لاستفتاء آخر، بيد أن تأييد الاستقلال نفسه مستقر على نطاق واسع عند نسبة تقارب 45 في المئة أو أكثر، ومن المتوقع أن يفوز الحزب «القومي الاسكتلندي» في الانتخابات المبكرة. وقالت ستيرجن إن ماي تقدم مصالح «المحافظين» على مصالح البلاد بمحاولة الاستفادة من ضعف «حزب العمال»، وهو حزب المعارضة الرئيس، لإقرار جدول أعمالها. وأضافت في بيان أن «دافع (ماي) واضح. فهي تعرف أنه كلما اتضحت شروط خروجها الصعب من الاتحاد الأوروبي زادت ونمت الهواجس التي تساور الكثير من الناس بالفعل. لذلك فهي تريد أن تعمل الآن على سحق المعارضة البرلمانية التي تواجهها». ولدى الحزب «القومي الاسكتلندي» 54 مقعداً من 59 مخصصة لاسكتلندا في البرلمان البريطاني. ولدى حزب «المحافظين» بزعامة ماي الذي حصل على أقل نصيب من الأصوات في اسكتلندا في انتخابات عامة في العام 2015، مقعد واحد فقط.