قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامية الدكتور محمد العيسى إن «التاريخ الإنساني مليء بالعظات والعبر لنتائج الصدام السلبي لأسباب دينية أو عرقية أو ثقافية»، مشدداً على أن «وقائع الماضي يجب نسيانها، والأمة الحكيمة تعمل لمستقبلها ولا تلتفت وراءها، وأن التخلف يكمن في الصدام على حساب ذلك كله»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم (الأربعاء). وأضاف العيسى في محاضرة عن الوسطية ألقاها في معهد الوسطية التابع لمجلس الوزراء الماليزي: «من أجل هذا كان من أعظم قواعد الشريعة الإسلامية قواعد الأولويات والترتيب بين المصالح والمفاسد، وليست هذه هي البراغماتية السلبية كما يتصور البعض بل هي انسياق وراء المصلحة الأخلاقية بعكس تلك البراغماتية التي لا تُعير للأخلاق قيمة في سبيل تحقيق مصلحتها المادية»، مؤكداً أن «أفضل أساليب الدعوة تأثيراً هو سلوكنا الحضاري الحاضن والمؤثر، فالأولى بنا أن نجعل من سلوكنا نموذجاً للسلم والتعايش والتعاون والمحبة». واختتم أمين الرابطة محاضرته بالتأكيد على أن «المسلمين يتحملون سمعة دينهم وعليهم مواجهة كل جاهل بالحق الذي معهم وبسلوكهم الحضاري». وأكد العيسى في كلمته خلال افتتاح مؤتمر جامعة العلوم العالمي عن فقه المواطنة والتعايش والتسامح، أن «السياسة الشرعية في الشريعة الإسلامية تتطلب من المسلمين أن يكونوا على وعي تام بهذا الفقه الذي يمكن أن نسميه الفقه الغائب عن وعي عدد منهم». وشدد على «أهمية أن تكون تلك القيم منهجاً ملازماً للوعي والسلوك لا مجرد نظريات تطرح أو منهج مدرسي تقضي به حاجة تجاوز نسبة النجاح من دون أن يلامس الوجدان والوعي ومن دون أن يترجم سلوكاً». وقال: «إن المعلم الكفء يساوي المنهج بعشرة أضعافه، وأن المنهج وحده من دون المعلم الكفء لا قيمة له، فلا منهج من دون معلم كفء، وربما أسعف المعلم من دون منهج بإشاراته التربوية في مضامين دروسه، والمعلم الكفء يسدد ويكمل نقص المنهج أو ضعفه والعكس صحيح».