قال خبير بيئي أمس (الخميس)، إن 75 في المئة من المياه الملوثة في العالم موجودة في منطقة الخليج، محذراً من الجرف الجائر للأعشاب البحرية وخطورة الوضع. وأضاف عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود ومعهد الأمير سلطان لأبحاث المياه الدكتور تركي عسيري، أن العمر الافتراضي لأعشاب البحر آلاف السنين، مشيراً إلى أنها تنمو سنتميتراً واحداً كل 100 سنة. وأكد أهمية الحديث عن حوض الخليج بحكم الأخطار البيئية المختلفة الموجودة فيه، رافضاً الإفصاح عن حجم كلفة إزالة تلوث مياه الخليج واكتفى بوصفها بالباهظة، لافتاً إلى أن مشكلة الدفن والجرف الجائر لأشجار المنجروف «خطأ لا يمكن العودة فيه». وكشف العسيري في ورشة عمل بعنوان «بيئة حوض الخليج العربي والأخطار المحدقة بها وسبل معالجتها»، ضمن ملتقى النظم الجغرافية ال11 الذي تنظمه جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن 75 في المئة من المياه الملوثة في العالم موجودة في منطقة الخليج، محذراً من «منظمات ومؤسسات بيئية تحاول ابتزاز دول الخليج من خلال اتهامها لشركات البترول الخليجية بأنها السبب في وضع البيئة الحالي، مع أنها تتحمل جزءاً من السبب وليس كله، لوجود أسباب طبيعية». وأشار الدكتور العسيري إلى أن وكالة للبيئة التابعة لوزارة والزراعة والمياه والبيئة ستقدم مزيداً من البحوث والدراسات الخاصة حماية البيئة في حوض الخليج العربي. وطمأن بأن هناك اهتماماً بالبيئة ويكاد الخليج يخلو من حوادث البترول الكبرى، واعتبره «مؤشراً جيداً من الشركات»، مبيناً أن السعودية ودول الخليج شاركت في منظمات وبروتوكولات واتفاقات لحماية البيئة مثل اتفاقي باريس ومراكش. الى ذلك أوصت دراسة علمية أجرتها طالبة في جامعة الإمام عبدالرحمن، بالتوسع في استخدام الطاقة الشمسية في جميع مناطق المملكة، خصوصاً عند التخطيط للمدن الجديدة، والعمل على إنشاء مدن مستدامة تستخدم الطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة. وذكرت المشرفة على الدراسة أستاذة الجغرافيا الطبيعية والمناخ التطبيقي في الجامعة الدكتورة بدرية حبيب، أن الدراسة التي أجرها الطالبة في قسم الجغرافيا آلاء السهو، بعنوان «الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية.. دراسة في المناخ التطبيقي باستخدام نظم المعلومات الجغرافية»، وقدمتها خلال ملتقى النظم الجغرافية، تهدف إلى تحديد أفضل المواقع لإقامة مجمعات الطاقة الشمسية، وتقييم مواقع مشاريع الطاقة الشمسية ومدى تطابقها مع المواقع المثلى للطاقة. وتوصلت الدراسة إلى أن جميع مناطق المملكة تتعرض إلى إشعاع شمسي، وتتفاوت المناطق في مدى قابليتها لإنشاء مجمعات الطاقة الشمسية، والكلفة المادية التي يتطلبها إنشاء المشاريع بحسب المعايير. ويعد فصل الشتاء فصل مثالي لكثير من مناطق المملكة للاستفادة من الطاقة الشمسية، وارتفاع الحرارة الشديد يؤثر سلباً في الطاقة الشمسية وكفاءة الخلايا. وأوصت الدراسة بتوفير معلومات مناخية عند اختيار المناطق قبل إنشاء مشاريع ومحطات للطاقة الشمسية، وتقديم الدعم الحكومي الكافي سواء في الصناعة أو المنازل وغيرها، واستغلال المساحات الكبيرة داخل المدن في إنتاج الطاقة الشمسية مثل الملاعب والحدائق والشواطئ وغيرها من مدارس وجامعات، ونشر ثقافة الطاقة الشمسية في المدن والأرياف البعيدة والقرى، إذ تعتبر شبكات الطاقة مثالية. وألمحت الدكتورة بدرية، أن هذه الدراسة لها علاقة مباشرة ب«رؤية المملكة 2030»، التي تعتمد تقليل الاعتماد على النفط في إنتاج الطاقة وتوفيرها من مصادر نظيفة.