اختتمت أعمال «المؤتمر العالمي السادس لطب وجراحة القلب»، في غرفة الشرقية، في الدمام، الخميس الماضي، مسجلاً حضورا بأكثر من 1800 مشارك، و172 متحدثاً، من 36 دولة، قدموا نحو 275 محاضرة على مدى ثلاثة أيام. وشهد اليوم الأول من المؤتمر إقامة 125 محاضرة، وزعت على تسعة تخصصات، تناولت «التأهيل القلبي»، و»إراحة القلب من طريق عمليات القلب المفتوح»، و»إصلاح الصمام بدل استبداله». وناقش المحاضرون «الحالات الحرجة والطارئة»، و«مواضيع الطب النووي في مجال طب القلب»، و«دور التصوير القلبي التلفزيوني في تشخيص الحالات الحرجة»، إضافة إلى «التخدير في مجال جراحة القلب». واستعرض المشاركون تجارب انجلترا وفانكوفر والسعودية في التأهيل ومعالجة القلب. وناقش مشاركون 15 تخصصاً في 100 محاضرة، في اليوم الثاني، شملت «طب قلب الأطفال»، و«جراحة القلب»، وعرضت أول تجربة في الشرق الأوسط، التي أقيمت في المملكة، لزراعة الصمام الأورطي في طريقة التداخل ومن دون جراحة. ووزعت في اليوم الأخير 50 محاضرة على ثمانية محاور، شملت جراحة القلب وتطور العمليات الحديثة لتبديل الصمامات. من جانب آخر، ربط استشاري العلاج النفسي في مستشفى الملك فهد التعليمي في الخبر الدكتور محمد صلاح بين «الصحة النفسية وصحة القلب»، مبيناً لدى مشاركته في «المؤتمر العالمي السادس لجراحة وطب القلب» الذي نظمه مركز البابطين لجراحة وطب القلب في غرفة الشرقية، أن «الأنماط السلوكية في الحياة اليومية، أحد العوامل المؤدية إلى رفع أعداد الإصابة بأمراض القلب». وأشار إلى أن «العلاقة بين الصحة النفسية وصحة القلب وطيدة»، مبيناً وجود «أنماط سلوكية محددة، ترتبط مع أمراض القلب، وتعرف بنمط «أ» و«ب»، موضحاً «أن أصحاب النمط الأول في سباق دائم مع الوقت، وينجزون مهاماً كثيرة في وقت قصير، ولا يستطيعون الانتظار، وردة فعلهم عادة ما تكون عنيفة وعصبية، ويؤثر ذلك على اضطرابات قلبه»، أما «أصحاب النمط الثاني على عكس سابقه، يواجه الصعوبات بكثير من الصبر، ويكون في حالة استرخاء دائم، لا يتعرض للضغوط ويستجيب عاطفياً بعد أن يفكر في تصرفاته». وذكر أن «التواصل الاجتماعي مهم جداً، لأن الدعم يخفف من حدة التوتر والقلق، ويقلل احتمالية التعرض لأمراض القلب، فالتوتر ليس سبباً، ولكنه يكون كذلك بوجود عوامل أخرى محفزة لأمراض القلب». وأشارت أخصائية الطب والمجتمع في مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب في الدمام الدكتورة إلهام الجناحي إلى «وجود علاقة مباشرة وغير مباشرة، بين ضغوطات العمل وأمراض الشريان التاجي في القلب». وذكرت أن «ضغوطات العمل تؤدي إلى تناول وجبات سريعة غير صحية، وعدم ممارسة الرياضة، وهي من العلاقة غير المباشرة»، فيما «التأثير المباشر يكون على الهرمونات المؤدية إلى تقلص الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، ما يؤدي إلى احتمال إصابة الشريان التاجي في القلب».