يمكن وصف رضا السيهاتي ورفاقه ال25 ب «فرقة غنائية». كما يمكن وصفهم أيضاً ب «المنشدين». وتسعى فرقة «دانة سيهات»، التي ظهرت في الأعوام الأخيرة في محافظة القطيف، إلى «إرضاء الجمهور، وبث روح الفرح في نفوس المستمعين لهم»، وبخاصة في حفلات الزواج، إذ يتغنون أو ينشدون «ما يرضي العريس وجمهوره». ولا تعد «دانة سيهات» الوحيدة التي أخذت على عاتقها «إدخال الفرح والحماسة» في نفوس لاعبي ومشجعي نادي الخليج، فهناك فرق أخرى تشاركهم هذا العمل. وبخلاف الدارج في عالم الفن فإن أعضاء الفرقة يؤلفون الألحان قبل الكلمات، ويقدمون ألحانهم إلى المؤلفين، ليعِدّوا الكلمات المناسبة لها. ثم تُعرض على الملحنين والمنشدين مرة أخرى وبالتعاون مع المنفذين، ليتسنى تسجيلها ونقلها للمشجعين، ليتغنوا بها في الملاعب. وتأسست الفرقة قبل 10 أعوام، بمجموعة من الشبان، الذين يتقاسمون العمل والمال الذي يجنونه من الحفلات التي يحيونها. وغالبيتهم يعملون في مهن أخرى، وبعضهم طلاب مدارس، وبينهم أطفال من أبناء أعضاء الفرقة أو أقاربهم. وبدأت الفرقة العمل في حفلات الزفاف. وقال رئيس «دانة سيهات» رضا السيهاتي، ل «الحياة»: «نركز في عملنا على التراث فمنه نستمد الأغاني، من ألوان «البحري» و»الخليجي» و»الليوة»، و»العيناوي»، مضيفاً «استطعنا أن نطور على الموال البحري بإدخال الإيقاع، وهو ما يجذب الجمهور بشكل أكبر»، لافتاً إلى أن أعضاء فرقته يقتصرون على استخدام «الطبول بأنواعها والأبواق والمزامير». كما أنهم يتميزون بارتداء أزياء مستوحاة من التراث الخليجي. ولا تقتصر «دانة سيهات» على تقديم الأغاني في الحفلات، بل تقدم أيضاً الأناشيد والأهازيج، سواءً المستوحاة من التراث الديني، أم من الفلكلور البحري والزراعي للمنطقة الشرقية. إلا أن اختيار ما يقدم خلال الحفلة يعتمد على الاتفاق بين أصحاب الزواج والفرقة، فالبعض يختار تقديم الأغاني فقط، وآخرون يحصرون اختيارهم في الأناشيد والأهازيج، والبعض الآخر يمزج بين الاثنين، وبخاصة خلال مسيرة الزفاف. وتملك الفرقة شهرة واسعة، ليس على مستوى سيهات بل على مستوى محافظة القطيف وخارجها أيضاً، حتى أصبحت تنسق لإقامة 10 حفلات خلال الشهر في المتوسط. وتحصل على مبلغ يراوح بين أربعة آلاف إلى سبعة آلاف ريال، «بحسب الساعات التي يحددها ذوو الزواج». كما شاركت الفرقة في مهرجانات أقيمت داخل المملكة وخارجها، مثل: الهند وقطر والبحرين والكويت. إلا أنها – وبحسب ما أفاد السيهاتي – تفضّل «العمل الداخلي». إنّ لفرقة «دانة سيهات» والفرق المماثلة، حضوراً لافتاً في المباريات الرياضية، التي يخوضها نادي الخليج في سيهات (الذي ينتمي له أعضاء الفرقة) فيقدمون الأهازيج الشعبية التي تشعل روح الحماسة في النفوس. وقال السيهاتي: «إن الفرقة تغنت بنادي الخليج في 8 أهازيج خاصة. وسجلتها. كما أنها تشارك مع جمهور مشجعي النادي». وتُقدّم القصائد من خلال الشعراء في رابطة نادي الخليج، أوالمؤلفين الأساسيين في الفرقة، ثم تُقدّم إلى النادي. وذكر عضو رابطة نادي الخليج المشرف على «رابطة المشجعين» حسين المبارك: «إن جمهور النادي بات يشكل عنصراً هاماً في تحفيز لاعبي النادي، من خلال الأهازيج الشعبية والتي تبنّى تأليفها شعراء سيهات، لنقل الفرح والحماسة إلى اللاعبين»، لافتاً إلى أن رابطة المشجعين «أسهمت في تغيير أجواء الملعب، وزيادة إصرار اللاعبين على النجاح، من أجل جمهورهم الذي يتغنى لهم بالأهازيج الممزوجة بين الحاضر والماضي. وسار مشجعو النادي على نهج العرب في منطقة الخليج والجزيرة العربية باستخدام الأهازيج للتعبير عن أفراحهم وابتهاجهم». وأوضح المبارك أن «النادي كان يستمد أهازيجه من النادي العربي الكويتي، لكون جمهوره الأكثر استخداماً للأهازيج، ثم أصبح يستمدها من الأهازيج الحجازية. إلى أن تألّفت رابطة خاصة في نادي الخليج. في الوقت الذي تستعين فيه النوادي الأخرى برابطة خارجية، وملحنين في مقابل مادي، إلا أن رابطة مشجعي الخليج تضم مؤلفين وفرقاً غنائية وجمهوراً». وذكر أن «هناك مؤلفين كبار من سيهات، يؤلّفون الأهازيج لكل مباراة، ويقومون بتلحينها، إما من طريق المؤلف ذاته أو عرضها على الرابطة، ليتسنى للجميع المشاركة في وضع اللحن المناسب، إضافة إلى أهازيج طويلة، يتم التعاون مع الفرق لتسجيلها على حساب النادي». وأكد أن دور الأهازيج «تحريك الفرح في نفوس الجمهور واللاعبين، وإشعال الحماسة»، لافتاً إلى وجود «أهازيج تُذكر في بداية المباراة وعند تقدم النادي ونجاحه. كما أن هناك أهازيج لبث روح الحماسة لدى اللاعبين عند تراجعهم، وأهازيج بين الشوطين، تكون هادئة في غالب الأحيان». وقال: «إن اللاعب عندما يرى حماسة الجمهور يقدّم بجهد أكثر لإرضاء جمهوره الذي يفتخر به، كما أن هذه الأهازيج تُؤثر على المحكّم نفسه والجمهور». واستثنى من ذلك «عندما يكون اللاعب غير مستعد نفسياً»، مؤكداً أنه «يمكن أن تنعكس الأهازيج بشكل سلبي عليه، فلا يستطيع التركيز». بدوره رأى محمد الحميدي الذي يؤلف الأهازيج لنادي الخليج، أن عمله ينطلق من «حب الوطن والمدينة التي أقطنها وأتمنى أن أراها ناجحة «، موضحاً أنه بعد نقل ما يؤلفه عبر ساحات النادي يرى «حماسة الجمهور واللاعبين الذين يسمعونها، وبعد الاستفتاء عبر مواقع التواصل، أكد له الجميع أن هذه الأهازيج جزء لا يتجزأ من المباراة، لما لها من أثر إيجابي على الجميع».