ابتسامته البريئة وعفويته وبساطته وحبه للاجتماع بمن حوله واللعب معهم تمكن فيصل العواد (6 أعوام) أن يزرع محبته في قلب كل من يقابله بأسلوبه وشخصيته يقول: «أشعر بالفرح عند اختلاطي بالمجتمع الخارجي، لأنني أجد من يستقبلونني بكل حب وسرور ويشعروني أيضاً بأني شخص ذو أهمية وقيمة لديهم». يحرص دائماً على المشاركة في الفعاليات التي تخص أطفال متلازمة داون وغيرهم، ومنها مركز الأمير سلطان للتربية الخاصة ورحلة إلى المجمعة لنادي الفيصلي برفقة «مجموعة كلنا خير التطوعية»، وكما لبّى أيضاً دعوة لحضور حملة «لا تخذلني» في مدينة أبو ظبي وحفلة اليوم العالمي لمتلازمة داون في دبي خلال عامين متتالين. يحب فيصل أن يصنع سعادته بنفسه كأن يمارس هوايته السباحة ولعب كرة القدم واللعب مع عائلته وأصدقائه في أوقات فراغه، ويسعى إلى تطويرها بالاشتراك في النوادي وممارستها والتدرب عليها في المنزل وتقسيم وقته، «من أكثر الأمور التي تسعدني وتحفزني هو عندما ألاحظ التقدم الذي يلاحظه أهلي أيضاً من ناحية تعليمي ونشاطاتي ومهاراتي، ووجود مدارس الداون ووجود المراكز الرياضية الخاصة بذوي الإعاقة وفعاليات أطفال متلازمة داون التي أتمنى أن أراها بكثرة في مجتمعي». كما استطاع أن يجعل من نفسه شخصية قوية وشجاعة واجتماعية ومحبوبة بين الآخرين، فأحد أهم الأسباب التي ساعدته في ذلك عائلته، «وجدت دعماً كبيراً واهتماماً من عائلتي من جميع النواحي وشعورهم وكلامهم الدافع المعنوي لي بأني إنسان مهم لنفسي ومجتمعي، ويمكنني تحقيق ما أريد»، ويردد دائماً عبارته: «أنا أستطيع بإذن الله»، ويتمنى أن يوصل رسالته للمجتمع بأنه طفل من متلازمة داون وقادر على التعلم وبناء مستقبل مبهر ويخدم به نفسه وأهله ومجتمعه. مضيفاً أن هناك بعض التصرفات من مجتمعه تضايقه وتزعجه، ويتمنى لو يستطيع تغييرها، مثل نظرة بعضهم لأشخاص الداون نظرة شفقة ورحمة، وهذا تصرف خاطئ، «أرى بأن الذين ينظرون إلينا بهذه النظرات، جاهلون، ولا يفقهون أننا مختلفون وليس متخلفين ونملك مهارات ومواهب وأشياء أخرى». ومن جهة أخرى، تحكي شقيقته هيفاء (12 عاماً) تجربتها مع التطوع ومساعدة الآخرين وتعاملها مع أشخاص الداون وحبها لرسم الابتسامة على وجوه الأطفال، تقول: «تجربتي في التطوع من أجمل الأشياء التي حصلت في حياتي، فقد استفدت وتعلمت الكثير من خلاله، كالعطاء والإخلاص في العمل والمبادرة لمساعدة الآخرين، من دون مقابل سوى سعادتهم وأيضا أضاف لي حب الأطفال، ولاسيما ذوي الإعاقة». أصبحت هيفاء إنسانة معطاء، تقدم كل ما تملك بقدر ما تستطيع للآخرين، فشاركت متطوعة في فعاليات عدة، كاحتفال جمعية الصم وتيدكس الأطفال في الرياض، ومتطوعة في بطولة داون واليوم العالمي للطفل وغيرها. على رغم اختلاف موهبتها عن شقيقها، فهي تحب الرسم وتحاول تطويرها بالممارسة المستمرة والاطلاع على تجارب الآخرين، إلا أنها تخصص وقتاً لتقضيه مع فيصل في تعليمه بعض الكلمات، بطريقة مسلية واللعب معه بما يحب، وتحب أيضاً أن تستمع إليه كثيراً ويستمع إليها «أستمتع أثناء لعبي مع فيصل وتعليمه ما يريد، وأسعى إلى أن أجعل نفسي داعمة له بتثقيف المجتمع وتعريفهم على فئة متلازمة داون، واكتشفت من خلال تجربتي معهم أن لديهم مواهب وقدرات عالية، ولكن تحتاج إلى دعم وتشجيع». تتمنى هيفاء أن تزيل ظاهرة العنف ضد الأطفال وكبتهم وعدم إظهار مواهبهم وأيضا أن تغير وجهة نظر المجتمع إليهم».