يعيد ألبوم بوب ديلان الجديد «تريبليكيت» تقديم أغان من ثلاثينات القرن الماضي وأربعيناته وخمسيناته، لكن المغني وكاتب الأغاني الأميركي المخضرم يقول إن ذلك لا يعني أنه يحنّ إلى الماضي. كما أن ديلان لا يشغل باله بما إذا كان معجبوه سيحبون الألبوم وهو الثالث في غضون ثلاث سنوات الذي يعيد فيه تقديم أغان كلاسيكية مثل «ستورمي ويذر» و «آز تايمز غوز باي» و «ستاردست». وقال ديلان (75 سنة) في مقابلة نادرة مع الناقد الموسيقي بيل فلاناغان: «هذه الأغاني من أكثر الأغاني المؤثرة على الإطلاق لذا أردت أن أؤديها كما ينبغي. والآن بعد أن عشتها وعايشتها أفهمها جيداً». وأضاف في المقابلة الطويلة التي نشرت على موقع بوب ديلان دوت كوم: «هذه ليست رحلة عبر الذكريات ولا هي حنين أو توق إلى الأيام الخوالي أو لذكريات جميلة مضت وولت». وسيطرح ألبوم «تريبليكيت» في 31 الجاري. ورداً على سؤال عن رأي معجبيه في الألبومات التي يعيد فيها تقديم الأغاني الكلاسيكية قال ديلان: «هذه الأغاني تستهدف رجل الشارع، الرجل العادي، كل شخص. ربما كان من المعجبين ببوب ديلان وربما لا. لا أعرف». ولم تتطرق المقابلة إلى فوز ديلان بجائزة نوبل في الأدب وعدم ذهابه إلى السويد لتسلم الجائزة. ومن المقرر أن يقيم ديلان حفلة في السويد الأسبوع المقبل ضمن جولة أوروبية. يذكر أن بوب ديلان، مغن وكاتب كلمات بلغت شهرته الآفاق مع انطلاقته الفنية بداية ستينات القرن الماضي، وصارت بعض أغانيه رموزاً للحركات الاحتجاجية وسط الشباب. أصدر ألبومات كثيرة، ونال عام 2016 جائزة نوبل للآداب. ولد روبرت آلن زيمرمان، في 24 أيار (مايو) 1941 في مدينة دولوث بولاية مينيسوتا. عام 1960 انتقل إلى نيويورك حيث كان يعالَج فنانه المفضل وودي غوثري من مرض عضال، وكان يزوره بانتظام، كما تسنى له لقاء عدد من الفنانين المتميزين في مجال موسيقى البوب. فاجأ ديلان عشاقه بإدخاله آلات عزف كهربائية للمرة الأولى على أغانيه، وهو قرار واجهه الجمهور بالصفير والاستهجان في أول حفلة، لكن ذلك لم يؤثر في شعبية أغانيه التي كان يؤلف كلمات غالبيتها بنفسه. كان يصدر ألبوماً غنائياً كل سنة تقريباً، وكاد حادث سير عام 1966 أن يضع حداً لحياته، واضطر للخضوع لعلاج مكثف لمدة سنة. شارك ديلان في حملة محلية واسعة لإعادة محاكمة الملاكم روبن «هاريكين» كارتر الذي اتهم بقتل ثلاثة رجال بيض عام 1967، وألف عنه أغنية «هاريكين» التي لقيت صدى واسعاً. وانتهت السنوات ال19 التي أمضاها الملاكم الشهير في السجن بالبراءة بعد إعادة محاكمته.