لم يصدر الشاعر والملحن والمغني الأمريكي بوب ديلان، أي تعليق. فقد أحيا نجم موسيقى الروك، حفلاً في مدينة لاس فيجاس الأمريكية، أول أمس الخميس، بعد فوزه بالجائزة، متجاهلاً التعليق حول هذا الإنجاز الذي حققه أو إبداء أي تصرف من شأنه إشعار الآخرين بأنه يشعر بالفخر والزهو إزاء ذلك. فقد اعتلى ديلان، المسرح بهدف إحياء حفل غنائي مقرر على مسرح تشيلسي في لاس فيجاس، ولكنه لم يدل بأية تصريحات للجماهير بشأن فوزه التاريخي بجائزة نوبل أو أي موضوع آخر. وقالت وكالة الأنباء الألمانية: إن صاحب جائزة نوبل، قام بتأدية نفس مجموعة الأغنيات التي قدمها يوم السابع من أكتوبر الحالي خلال مهرجان «ديزيرت تريب» وتتناول أعماله الكلاسيكية خلال فترة الستينيات والسبعينيات. وخلال الفترة بين الأغنيات، كان ديلان يتجاهل تصفيق وصيحات الجماهير الذين كانوا يهتفون «الفائز بجائزة نوبل»، وربما هي المرة الأولى على الإطلاق التي يردد فيها جماهير موسيقى الروك هتافاً من هذا النوع. وبوب ديلان، اسمه الحقيقي روبرت ألن زيمرمان، ولد في 24 مايو 1941م، هو مغن وملحن وشاعر وفنان أمريكي يتمتع بصوت رائع ومرن، لقد كان شخصية مؤثرة في الموسيقى والثقافة الشعبية لأكثر من خمسة عقود. والكثير من أعماله الأكثر شهرة كانت من الستينيات، وكلمات أغانيه فيها من الحكمة والاحتجاج الشيء الكثير لأنه كان من الطبقة العاملة والمضطهدة بأمريكا، كما أنه تم استخدام بعض أغانيه كنشيد لحركة الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين والحركة المناهضة لحرب فيتنام. تميز بغنائه العديد من الأنواع الموسيقية مثل ريف والغوسبل والبلوز والروك، وأدرجت كلمات ديلان مجموعة متنوعة من التأثيرات السياسية والاجتماعية والفلسفية والأدبية. وأنها تصدت لموسيقى البوب وأحدثت تغييراً فيها. وفي البداية، كان أسلوب ديلان مستوحى من أسلوب أداء ليتل ريتشارد، وتأليف الأغاني وودي غوثري، روبرت جونسون، وهانك وليامز ثم بدأ بتطوير أسلوبه الخاص سواء كان في الأداء أو كتابة الأغاني. ديلان يؤدي على الجيتار، البيانو، والهارمونيكا. منذ عام 1994م ديلان قد نشر له ستة كتب من الرسومات واللوحات، وعرضت أعماله في المعارض الفنية الكبرى، كموسيقي، باع ديلان أكثر من 100 مليون أسطوانة في جميع أنحاء العالم، مما يجعل منه واحداً من الفنانين الأكثر مبيعاً من أي وقت مضى. ووفقا لموسوعة ويكيبيديا، فقد تلقى بوب العديد من الجوائز بما في ذلك: جائزة نوبل للآداب 2016م، و11 جائزة غرامي وجائزة أوسكار واحدة وغولدن غلوب واحدة، وفي آيار 2012م، تلقى ديلان وسام الحرية الرئاسي من الرئيس باراك أوباما، وأول ألبوم إستوديو له صدر في عام 1962م. وصل ديلان إلى نيويورك حاملا معه قيثارته وحقيبة ثياب صغيرة، وكانت نيويورك آنذاك مدينة تزدحم بالبارات والمقاهي والنوادي التي تقترح حفلات لموسيقي الفولك وغالبية المغنين يكتفون بإعادة أداء أغاني الفولك القديمة أو في أحسن الأحوال نظم أغان جديدة على منوال إيقاعات معروفة سلفا. لكن الموسيقى في نيويورك آنذاك كانت تعيش أيضا على ايقاعات حيوية ثقافية صاخبة بفضل شعراء وكتاب حركة البيتنيكس الذين كانوا ينظمون قراءاتهم في نوادي الجاز. ولم يلبث ديلان أن تعرف عليهم واحدا واحدا خاصة ألن جينسبرج الذي اشتم فيه منذ اللقاء الأول بذور عبقرية موسيقية جديدة وشجعه على كتابة نصوص أغانيه وتطعيمها بحمولة ثورية احتجاجية كانت غائبة تماما عند مغني الفولك التقليديين.