قالت قوات متمركزة في شرق ليبيا إنها سيطرت على المعقل الأخير لمنافسين يقودهم إسلاميون جنوب غربي بنغازي اليوم (السبت) ما ينهي مقاومة استمرت لأسابيع من جانب مقاتلين تحصنوا في مجموعة من الأبراج السكنية. ويشن «الجيش الوطني الليبي» الذي يتخذ من شرق ليبيا مقراً له حملة في ثاني أكبر مدن ليبيا منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام وما زال يواجه جيوباً للمقاومة في حيين شماليين على رغم تحقيق مكاسب كبرى منذ أوائل العام الماضي. وقال الناطق باسم «القوات الخاصة» في «الجيش الوطني الليبي» ميلاد الزاوي، إن الحصار عند منطقة (العمارات 12) انتهى عند محاولة المقاتلين المنافسين الهرب فجراً. وقال إن 23 منهم قتلوا فيما اعتقل ستة آخرون في حين قتل خمسة من قوات «الجيش الوطني» وأصيب ستة منهم. وكان داخل تلك المباني المحاصرة عشرات من أعضاء العائلات الذين اعتقل عدد غير معلوم منهم. ولم يتضح على الفور أيضاً ما إذا كان أي من المقاتلين أو أسرهم لاذ بالفرار. وقال «الجيش الوطني الليبي» إنه فقد طائرة من طراز «ميغ-21» فوق حي الصابري في بنغازي اليوم على رغم أن قائدها نجح في القفز منها. وما زال الجيش يواجه معارضة مسلحة في حيي الصابري وسوق الحوت الشماليين. وبدأ قائد «الجيش الوطني الليبي» خليفة حفتر عملية «الكرامة» في بنغازي في أيار (مايو) 2014 قائلاً إنه يريد أن يخلص المدينة من المتشددين بعد سلسلة من التفجيرات وعمليات القتل. وأعلن عدد من خصومه مبايعتهم لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أو لجماعات على صلة بتنظيم «القاعدة»، لكن خصوماً آخرين يقولون إنهم يقاتلون لمنع عودة الحكم الاستبدادي إلى ليبيا. ورفض حفتر الحكومة المحاصرة المدعومة من الأممالمتحدة في طرابلس والتي كان الهدف منها إعادة توحيد البلد الذي انقسم في 2014 بين حكومتين، إحداهما في شرق ليبيا والأخرى في غربها، وفصائل مسلحة. وأمس خرجت تظاهرات ضد حكم الفصائل المسلحة في وسط طرابلس في أعقاب اشتباكات عنيفة غير معتادة على مدى الأيام الماضية. وعبر البعض عن دعمه لحفتر قبل أن تندلع احتجاجات وسط إطلاق للنار. وتحدث حفتر، الذي يعتقد كثيرون في أنه يسعى لتولي حكم البلد، إلى سكان بنغازي عبر محطة تلفزيونية محلية بعد اندلاع الاحتجاجات، مؤكداً أن «الجيش الليبي» لن يتخلى عنهم حتى تعود طرابلس إلى «حضن الوطن». وأصدرت مجموعة، مؤلفة من 22 فصيلاً مسلحاً يتخذ من طرابلس مقراً له، بياناً أمس أكدت فيه معارضتها لحفتر.