قال متحدث باسم الجيش الليبي ان الجيش حث السكان على اخلاء حي رئيسي في بنغازي يوجد به الميناء البحري للمدينة بينما يستعد لعملية عسكرية ضد مقاتلين اسلاميين في ثاني اكبر مدينة في ليبيا. وقال احمد المسماري المتحدث باسم هيئة اركان القوات المسلحة "رئيس الاركان يطلب من جميع سكان حي الصابري مغادرته بحلول الساعة 12 من ظهر اليوم (أمس) الاثنين". والحي هو اهم منطقة تجارية في بنغازي ويوجد به الميناء البحري الذي تصل اليه واردات القمح والبنزين. ولم يذكر المسماري تفاصيل لكن الجيش قال في السابق ان اعضاء جماعة انصار الشريعة المتشددة فروا من هناك بعد ان استولى الجيش على احياء اخرى. ومن ناحية اخرى أخلت جمعية الهلال الاحمر المستشفى الرئيسي للولادة في بنغازي لأن الاطباء والممرضات يجدون صعوبة في الوصول اليه للعمل بسبب القتال في محيط المستشفى. وقالت السلطات الطبية ان ستة اشخاص آخرين قتلوا الاحد ليرتفع اجمالي عدد القتلى منذ بداية هجوم الجيش الى 230 . والوضع في بنغازي ومناطق اخرى من ليبيا مائع مع عدم قدرة القوات الحكومية على السيطرة على الميليشيات. وتدعم القوات الموالية للواء السابق حفتر الجيش في بنغازي ولديها طائرات من سلاح الجو الليبي المتقادم رغم ان خصومه يقولون انه يحصل ايضا على دعم جوي من مصر القلقة من امتداد نشاط المتشددين، وهو ما ينفيه حفتر. إلى ذلك اعلن رئيس الحكومة الليبية غير المعترف بها دوليا عمر الحاسي في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية ان اجراء انتخابات تشريعية جديدة امر لا بد منه لوضع حد للفوضى التي تعاني منها البلاد منذ اطاحة نظام معمر القذافي. واكد الحاسي ان النظام يسود في طرابلس منذ تولي ميليشيات فجر ليبيا السيطرة على العاصمة بعد عدة اسابيع من المواجهات ضد القوات الحكومية. ومنذ ذلك الحين اضطرت حكومة عبدالله الثني المعترف بها دوليا الى اللجوء الى شرق البلاد شأنها شأن البرلمان. وصرح الحاسي ان "البرلمان... لم يعد مقبولا في ليبيا. لقد فقد شرعيته. نحن بحاجة الى انتخابات جديدة". واضاف الحاسي ان "المشكلة في ليبيا بين الثوار واعداء الثورة" التي اطاحت القذافي في 2011 ، و"الثوار هم بصدد استعادة الثورة التي سرقت". الا ان معارضيه يعتبرون ان النزاع سياسي وان عملية فجر ليبيا نفذها التيار الاسلامي وميليشيات من مدينة مصراتة. وتَتهم ميليشيا فجر ليبيا البرلمان بعدم احترام الدستور الموقت الذي ينص على ان تعقد جلسات المجلس في بنغازي الا انه ينعقد منذ انتخابه في طبرق في اقصى شرق البلاد بالقرب من الحدود مع مصر. وتقع مواجهات عنيفة في بنغازي حيث تشن قوات موالية للواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر وحكومة الثني هجوما لاستعادة السيطرة على هذه المدينة منذ استيلاء الميليشيات الاسلامية عليها في يوليو. كما تتواصل المعارك الدامية بين ميليشيات فجر ليبيا وميليشيات الزنتان وحلفائها من التيار الوطني بدعم من اللواء حفتر. واتهم الحاسي البرلمان وحكومة الثني بدعم "المشروع الانقلابي" لحفتر وب"خرق السيادة الوطنية" من خلال "السماح لطائرات اجنبية بقصف ليبيا". واضاف ان "حفتر حاول ان يوهم الليبيين والمجتمع الدولي بانه منقذ ليبيا وسيخلصها من المجموعات الاسلامية". وعبّر الحاسي عن ثقته من ان حكومته قادرة على فرض النظام والاستقرار في البلاد. وقال "نحن كحكومة نجحنا في فترة قصيرة في ان نعيد الاستقرار الى طرابلس وحل مشاكل انقطاع الكهرباء وازمات البنزين، كما قمنا بالقبض على العديد من المجرمين". وتابع "اذا نجحنا في عاصمة فيها اكثر من مليوني نسمة فسننجح حتما في بقية القطر". لكن ولتحقيق ذلك، اضاف الحاسي "نحن نطلب دعم المجتمع الدولي لاعادة الاستقرار الى ليبيا"، و"نحاول الاتصال بالعديد من الدول ونمد يدنا للجميع لاننا حتما سنحتاج الى الآخرين". وتابع الحاسي ان "الجميع يعرف ان المجتمع الغربي يبحث عن المنتصر على الارض ليقيم معه العلاقات حتى لو كان هذا على حساب الخيارات الديمقراطية".