بورتلاند (أوريغون، الولاياتالمتحدة) - أ ف ب، رويترز - أفشل الأميركيون محاولة اعتداء بسيارة مفخخة على احتفال مرتبط بعيد الميلاد ليل الجمعة - السبت في مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون (شمال غربي الولاياتالمتحدة) بعد عملية اختراق دقيقة قام بها جهاز ال «اف بي آي» واعتقل على أثرها مراهقاً أميركياً من أصل صومالي. وأفادت الدعوى المرفوعة على محمد عثمان محمود (19 سنة) ان مكتب التحقيقات الفيديرالي وشرطة بورتلاند اعتقلاه بعد محاولته تفجير ما كان يُعتقد أنه شاحنة مفخخة أوقفها قرب مكان احتفال لإضاءة شجرة عيد الميلاد في ساحة كورتهاوس في بورتلاند. وهاجم محمود الضباط وكان يصرخ ويركل، مما اضطرهم إلى تقييد حركته. وجاء في الدعوى أنه مضى قُدُماً لتنفيذ المؤامرة، على رغم أنه مُنح فرصاً للتخلي عن الفكرة. ونقلت الدعوى اشادته بهجمات11 ايلول (سبتمبر) 2001 وتعبيره عن رغبته في رؤية «أشلاء ودم» في بورتلاند، وقوله «أريد أن يغادر كل من يحضرون هذه الحفلة إما قتلى أو جرحى». كما أنه خطط للهروب من الولاياتالمتحدة بعد تفجير السيارة الملغومة. وهو حاول استخدام هاتف لتنفيذ العملية. وصرح مسؤولون أن الحشود لم تكن في خطر في أي وقت من الأوقات، وان العبوة كانت قنبلة مزيفة قدمها «أف بي آي» وغير معدّة للانفجار. وكان محمد عثمان محمود يخضع لمراقبة. ويفيد اعلان خطي تستند اليه الدعوى انه تبادل في آب (أغسطس) 2009 رسائل إلكترونية مع شخص في الخارج يشتبه بتورطه في نشاطات إرهابية. وحُدد مكان هذا الشخص في الولاية الشمالية الغربية في باكستان، المنطقة القبلية المدمرة والمعزولة بعد الفيضانات الأخيرة التي يحاول الجيش استعادة السيطرة عليها منذ 2009. وتَعتبر الولاياتالمتحدة هذه المنطقة معقلاً لتنظيم «القاعدة» وتؤوي مقاتلي حركة «طالبان» الباكستانية الذين يشتبه في وقوفهم وراء الاعتداءات التي تضرب باكستان منذ ثلاث سنوات. وكان محمود ينوي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي التوجه إلى باكستان للمشاركة في الجهاد، وحاول في الشهور التي تلت الاتصال بالشخص نفسه من دون جدوى. وفي حزيران (يونيو) الماضي، ادعى عناصر من «أف بي آي» انهم شركاء للشخص الذي اتصل به، والتقى محمود احدهم في بورتلاند في تموز (يوليو) وأبلغه أنه دعا على أحد المواقع الجهادية على الانترنت «جهاد ريكوليكشن»، المسلمين إلى العنف ضد غير المسلمين. وقد أسَرَّ محمود لعناصر التحقيقات الفيديراليين بعد ذلك انه يحلم منذ سن الخامسة عشرة بالمشاركة في الجهاد ضد الكفار، وانه وجد هدفاً ممكناً هو شجرة عيد الميلاد في بورتلاند. وقد حذره رجال «أف بي آي» من خطته، مؤكدين أن عدداً كبيراً من الاطفال سيحضرون المناسبة، لكنه أكد انه يريد ضرب «حشد كبير سيهاجمه في حياته اليومية بينما تكون العائلات في عطلة»، بحسب ما ورد في المحضر نفسه. وفي الأشهر التالية اختار محمود مكاناً لوضع القنبلة، وسلّم مكوناتها إلى عناصر مكتب التحقيقات الفيديرالي معتقداً انهم سيجمعون العبوة، كما سلمهم صور هوية للحصول على جواز سفر ليتمكن من الفرار من الولاياتالمتحدة بعد الهجوم. ومطلع الشهر الجاري، توجه محمود وعناصر «أف بي آي» إلى مكان ناء في أوريغون حيث فجروا قنبلة مخبأة في حقيبة بعد ايهامه بأنه يشارك في تجربة للهجوم، وقال حينذاك: «لا يهم من سيكون هناك، أريد أن يسقط قتلى وجرحى». كما سجل شريط فيديو تلا فيه نصاً مكتوباً يبرر هجومه. وقال آرثر باليزان، الذي يعمل في مكتب التحقيقات الفيديرالي في أوريغون، ان العبوة التي سعى محمود إلى تفجيرها «لم تكن مؤذية في الواقع، لكن التهديد كان حقيقياً». وزاد: «كشفت تحقيقاتنا أن محمود كان ينوي فعلاً تنفيذ اعتداء واسع». وتابع «في الوقت نفسه، أريد أن أطمئن السكان إلى أننا عملنا في كل لحظة حتى لا يتمكن من ارتكاب اعتداء». من جهتها، أكدت وزارة العدل الأميركية أن محمود من مدينة كورفاليس في الولاية نفسها، ويحمل الجنسية الأميركية لكنه من أصل صومالي. ويتوقع أن يَمْثُل للمرة الأولى أمام محكمة اتحادية غداً في بورتلاند. ويواجِه محمود، إذا أدين، تهمة الشروع في استخدام سلاح للدمار الشامل، وعقوبتها القصوى هي السجن مدى الحياة، مع غرامة مقدارها 250 ألف دولار. وصادف اعتقال محمود بعد يوم واحد من احتفال الأميركيين بعيد الشكر، وقبل أقل من عام على محاولة نيجيري تفجير طائرة متوجهة من أمستردام إلى ديترويت في عيد الميلاد.