يُفتتح في الرياض غداً «معرض الرياض الدولي للكتاب – 2017» تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وتمتاز دورة هذه السنة بأن وزارة الثقافة والإعلام السعودية وضعت للمعرض سلسلة برامج ثقافية متنوعة، إذ تتحول هذه المناسبة إلى مهرجان ثقافي فكري وليس ساحة لعرض آخر المنشورات فحسب. وتفيد وزارة الثقافة المشرفة على تنظيم المعرض المستمر حتى 18 آذار (مارس) الجاري، بأن الأيام العشرة ستشهد «زخماً فكرياً وثقافياً غير مسبوق» على مستويات عدة، ما يحول المعرض إلى «منبر ثقافي» شامل. وتتضمن الفاعليات مجموعة من الندوات والمحاضرات لأدباء ومفكرين وكتاب مشاركين في المعرض. ومن البرامج الجديدة في الدورة الحالية تخصيص جناح للمؤلفين السعوديين غير الملتزمين مع دور نشر معينة. والهدف من ذلك تشجيع النشر المستقل وتعريف الجمهور إلى نتاج أجيال جديدة من الكتاب. وفي هذا السياق أيضاً، أعدت وزارة الثقافة برامج ونشاطات للأطفال الغاية الأساسية منها فتح أبواب جديدة للناشئة، وتقريب القراءة من نفوسهم. وكالعادة، تشارك في المعرض عشرات دور النشر العامة والمتخصصة. لكن الجديد هذه السنة أنه سيكون هناك جناح متخصص بالكتب والمخطوطات والرسوم والصور الشمسية والخرائط النادرة التي لا تتوافر في الأسواق إجمالاً. وقد أعدت دار «فوليوز» كتالوغاً شاملاً لمعروضاتها تحت عنوان عريض هو «العالم الإسلامي». يقدم جناح «فوليوز» العشرات من المطبوعات والمخطوطات والرسوم والصور التي يعود معظمها إلى قرون عدة خلت. فهناك مخطوطة عن الإسطرلاب من القرن التاسع الهجري تتضمن نصين لناصر الدين الطوسي (نصان) وثالثاً لبنجاب شرف الدين العامولي. وفي السياق نفسه، يوضع كتاب سمعان السمعاني «الإسطرلاب عند العرب» المطبوع عام 1790. ويلفت النظر كذلك كتاب «علوم الكيمياء» لجابر بن حيان، وهو مترجم إلى اللاتينية وصدر عام 1529. ثم كتاب «بحث المطالب في علم العربية» من تأليف جرمانوس فرحات. وهذا الكتاب صدر عام 1836 عن مطبعة عربية أنشئت في مالطا لم تستمر طويلاً ولم تصدر سوى 111 عنواناً. ومن المعروضات المميزة أيضاً مجموعة من مخطوطات المصحف الكريم من القرون الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر، وهي تغطي نطاقاً جغرافياً يمتد من الأندلس إلى شبه القارة الهندية ومن مصر إلى السلطنة العثمانية. ولا ننسى الإشارة إلى مجموعة متنوعة من الخرائط القديمة لشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر، إضافة إلى صور شمسية ورسوم بالحفر لمناطق الرياض والحجاز ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمسجد الأقصى والجامع الأموي والعمارة الإسلامية في الأندلس ومصر. ولا تكتمل الكتب النادرة إذا لم تشتمل على عشرات المطبوعات والسجلات لرحلات قام بها رحالة ومغامرون أجانب إلى شبه الجزيرة العربية. وكذلك كتب ومخطوطات عن الخيول العربية الأصيلة التي حظيت باهتمام خاص من الباحثين والمؤرخين الأجانب.