لشبونة، فيينا، طهران - أ ف ب، رويترز، يو بي أي - أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس في لشبونة ان خطر الصواريخ البالستية المُحْدِق بأوروبا مصدره إيران، مع أن حلف شمال الأطلسي لم يذكر هذا البلد صراحة عندما قرر أول من أمس تطوير الدرع المضادة للصواريخ. وقال ساركوزي في اليوم الثاني من القمة الأطلسية: "لم تأتِ الوثائق العامة للحلف على ذكر أي اسم، لكننا نسمّي الأمور بأسمائها، وخطر الصواريخ اليوم متمثل في ايران". وقرر قادة 28 بلداً أعضاء في الحلف أول من أمس، درْسَ تطوير نظام مضاد للصواريخ لحماية الأراضي الأوروبية وسكانها من دون تحديد مصدر الخطر المحتمَل. واعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في اختتام القمة، أن مرحلة التوتر الأخير في العلاقات بين الحلف وروسيا ولَّت الآن. وأعلن الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن أن روسيا وافقت على التعاون التقني مع مشروع الأطلسي للدرع الصاروخية، مشدداً على أن الحلف وروسيا لا يشكل كل منهما "تهديداً للآخر". وكانت فرنسا وبلدان أخرى تريد الإشارة صراحة إلى ايران المتهمة بالسعي الى حيازة السلاح النووي، فضلاً عن اتهامها بسبب برنامجها الصاروخي، في "المفهوم الاستراتيجي" الجديد الذي صادق عليه الحلف، وكذلك في البيان الختامي للقمة أمس. لكن تركيا الراغبة في المحافظة على حسن الجوار مع إيران عارضت ذلك ونجحت في فرض رأيها، بحسب ديبلوماسيين. إلى ذلك، لفت أولي هاينونن، كبير المفتشين النوويين السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن إيران تعاني منذ سنوات من مشكلات في المعدات المستخدمة في برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وان فيروس الكومبيوتر "ستكسنت" ربما يكون أحد هذه المشكلات. وقال هاينونن، الذي استقال من منصبه في آب (أغسطس) الماضي، إنه ربما تكون هناك أسباب عدة للعيوب الفنية التي خفضت عدد أجهزة الطرد المركزية العاملة في محطة نتنز للتخصيب، "وأحدها هو أن التصميم الأساسي لجهاز الطرد المركزي ... ليس قوياً بالدرجة الكافية". وأضاف هاينونن، الذي يعمل حالياً باحثاً في جامعة هارفرد، أن فيروس "ستكسنت" "قد يكون أحد الأسباب"، علماً أنه "لا يوجد دليل، لكن هناك خللاً في عدد كبير جداً من أجهزة الطرد". وكشف خبراء الأسبوع الماضي أن بحثاً جديداً أظهر أن "ستكسنت" صُمِّم لاستهداف المعدات المستخدَمة في تخصيب اليورانيوم، ما عمّق الشكوك في أنه يهدف إلى تخريب الأنشطة النووية الإيرانية. وتعطلت أجهزة الطرد المركزي "بي-1"، المصممة على غرار طراز أوروبي هُرّب في سبعينات القرن الماضي منذ توسع إيران السريع في التخصيب عامي 2007 و2008. وورد في تقرير للوكالة الدولية نشر في أيلول (سبتمبر) الماضي، أن عدد أجهزة الطرد العاملة انخفض من 3936 جهازاً إلى 3772، ولم يعط سبباً لذلك. لكن طهران تختبر طرازاً متقدّماً وأطول عمراً يمكنه تنقية اليورانيوم أسرع مرتين أو ثلاث مرات، وتعتزم إنتاجه على مستوى صناعي قريباً. ويرى هاينونن أن جهاز "بي-1" ضعيف جداً وعرضة للأعطال. كما أشار إلى مشكلات أخرى تتعلق بالجودة و"الصناعة" كعوامل محتملة. وزاد: "لديهم مشكلات لا نعرف سببها الحقيقي وربما تكون هناك أسباب كثيرة". وكشف بحث لشركة "سيمانتك" للأمن الإلكتروني عن دليل جديد يدعم نظرية تخريب التخصيب، مشيراً الى علامات تنذر بالطريقة التي يغير بها "ستكسنت" عمل المعدات، والتي تعرف ب "مغير التردد"، وهو مصدر للتيار الكهربائي يمكن أن يبدّل تردد الناتج الذي يتحكّم في سرعة المحرك. وكلما زاد التردد زادت سرعة المحرك. وقال هاينونن، نقلاً عن معلومات أوردتها وسائل إعلام إيرانية قبل أعوام: "لديهم مشكلات في مغير التردد... لكن ذلك كان في الماضي". مناورات الدفاع الجوي على صعيد آخر، بدأت أمس المرحلة الثالثة الاخيرة من مناورات الدفاع الجوي التي تجريها ايران. ونسبت وكالة "مهر للأنباء" إلى الناطق باسم مناورات الدفاع الجوي "حماة سماء الولاية 3" الجنرال حميد أرجنكي قوله إن المرحلة الأخيرة تشمل تنفيذ ثلاث خطط دفاعية للتصدي لصواريخ "كروز" والطائرات المقاتلة وأخرى من دون طيار. وأضاف أن تدريبات أول من أمس شملت "اصطياد" طائرات من دون طيار (آر بي في)، لافتاً إلى أن وحدات الدفاع الجوي التي تشمل مقاومات أرضية ومنظومات صواريخ، المنتشرة في أقصى نقاط البلاد صبت نيرانها الكثيفة على الطائرات المقاتلة وطائرات من دون طيار للعدو المفترض في شكل يؤدي الى إسقاط أكثر من 10 طائرات (ار بي في).