الناقورة (جنوب لبنان) - يو بي أي - يحتفل اللبنانيون اليوم الاثنين بالذكرى التاسعة لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي الذي استمرّ 23 عاماً. وزار الأهالي أضرحة الذين قتلتهم اسرائيل في حروبها والتي كان آخرها في تموز (يوليو) 2006، وووضعوا أكاليل فوقها في بلدات قانا وبنت جبيل وحاريص وبرعشيت والناقورة وصور وغيرها من المناطق. كما أقفلت المحال التجارية والمؤسّسات الرسمية والخاصة والمدارس بالمناسبة، ورفعت أعلام لبنانية ولافتات لحزب الله وحركة أمل على الطرق المؤدية الى القرى الجنوبية، وشوهدت بالقرب من الخط الأزرق الدولي، الذي حدّدته الأممالمتحدة ويفصل بين لبنان واسرائيل، وفود شعبية من مناطق لبنانية عدة. وزارت الوفود معتقل الخيام، الذي كانت اسرائيل اعتقلت فيه مقاومين خلال احتلالها للجنوب، كما توجّهت الوفود الى مناطق قانا وبنت جبيل وقرى حدودية أخرى. ووصلت وفود فلسطينية من حركتي "حماس" و"فتح" ومنظمات فلسطينية أخرى الى مكان قريب من الخط الازرق، اذ توافقت مناسبة تحرير الجنوب مع ذكرى نكبة فلسطين عام 1948. ويتخوّف جنوبيون من أن تكون المناورات التي تجريها اسرائيل ابتداء من اليوم، مقدمة لعدوان جديد على لبنان، كما حصل في تموز (يوليو) عام 2006. وقال المواطن محمد مهدي (55 عاما) من بلدة الناقورة ان "اسرائيل دولة عدوة (...) ويجب أخذ الحيطة والحذر والاستعداد لمواجهتها". وأكد مهدي ان حزب الله والجيش اللبناني والاهالي سيواجهون أي عدوان اسرائيلي جديد، مضيفا أن "المناورات لن تخيفنا". وتابع "نحتفل بعيد التحرير وقد زرنا المقابر وقرأنا الفاتحة ونتمنّى ان لا يتكرّر العدوان، ان أيامه كانت سوداء وسقط خلال حرب تموز (2006) كما تعرفوان أكثر من 1300 شهيد ونحو ثلاثة آلاف جريح". بدورها قالت مريم يوسف (45 عاما) من بلدة قانا ان "ذكرى العدوان في تموز (2006) ما زالت قائمة وذكرى التحرير (2000) أيضا، ولا يصح أن أنسى ما حصل في قانا من مجازر، اذ قتلت اسرائيل 106 أطفال ونساء ورجال في قانا". من ناحيتها قالت مريم شرارة ( 60 عاما) من بلدة بنت جبيل "لقد زرنا ضرائح الشهداء وبكينا كثيرا اليوم في الذكرى، لقد حضر أبناء بنت جبيل والجنوب، من بيروت الى الجنوب لاحياء مناسبة التحرير". وأضافت شرارة أن "طائرات اسرائيل ما زالت تحلق فوق رؤوسنا على الرغم من وجود قوات اليونيفل الدولية في الجنوب (...) نريد تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وفي الوقت نفسه نريد ان يأتي العيد المقبل وقد تحرّرت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من الاحتلال الاسرائيلي". وعلى مقربة من الحدود، جلس أحد الفلسطينين الشبان من مخيم الرشيدية في جنوب صور ويدعى حسين صبري (55 عاما) وأطل على شمال فلسطينوذرف دموعا. وقال صبري "انني أطمح أن ينفذ مجلس الأمن الدولي القرار الرقم 194 (الخاص بحق اللاجئين الفلسطينيين بعودتهم الى بلادهم) وان أعود الى وطني فلسطين وأعيش كباقي شعوب العالم". وأعرب عن تقديره لنضال أبناء الجنوب اللبناني وتحريرهم لأرضهم من الاحتلال الاسرائيلي بعد 23 عاما. وأضاف أن "الجنوب اللبناني قدم آلاف الشهداء منذ العام 1950 حتى اليوم في سبيل القضية الفلسطينية ". وبالقرب من بلدة مروحين الجنوبية الحدودية، تجمّع عدد من الاهالي في جوار مقبرة ووضعوا الاكاليل وقرأوا الفاتحة. وقال علي اليوسف ( 58 عاما) ان "اسرائيل ارتكبت مجزرة في مروحين في العام 2000 وفي تموز (الحرب الاسرائيلية في يوليو 2006) وان البلدة قريبة من الحدود وغالبا ما كانت تتعرض لعدوان اسرائيلي (...) واليوم نتذكر ايام التحرير في أيار (مايو ) من العام 2000 ، نتذكرها بفرح بعد ان زال كابوس الاحتلال". وتابع يوسف "ان الانتخابات النيابية مقبلة في حزيران (يونيو)، وأرجو ان تتم على خير كما ارجو ان لا تتطور المناورات الاسرائيلية كي لا تتحول عدوانا جديدا على الجنوب (...) ان المنطقة على كف عفريت ونحن خائفون من الايام المقبلة". ورأى ان ضمانة الامن في الجنوب هي الجيش اللبناني، و"لدينا بعض الأمل ان ينجح الرئيس الأميركي باراك اوباما في الضغط على اسرائيل كي لا تشن حروبا جديدة". وبالقرب من الشريط الحدودي الشائك بين لبنان واسرائيل، شوهد عدد من الاطفال يقضون عطلة عيد التحرير في قراهم الحدودية ويلعبون كرة القدم ويلتقطون الصور. ومرّت في الجانب الاسرائيلي من الحدود دوريات مؤللة لسيارات "هامر" العسكرية وفيها جنود من الجيش الاسرائيلي، يراقبهم جنود وضباط من القوة الدولية (يونيفيل)، اذ يرابط في الجنوب نحو 14 ألف جندي دولي من 38 دولة على الخط الازرق الدولي لنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 الذي أصدره مجلس الامن الدولي بعد الحرب الاسرائيلية في يوليو'تموز 2006. وقال ضابط دولي طلب عدم ذكر اسمه "اننا لا نرى قلقا على الخط الازرق الدولي اليوم، ونتمنى ان يحافظ جميع الاطراف على الهدوء على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل وخاصة اثناء المناورات الاسرائيلية".