من أجمل ما عُرض في الصالات العربية في الفترة الأخيرة فيلم متحرك عنوانه «موانا» من إنتاج «ديزني لاند». يكمن جمال الفيلم في تلك الشحنة الإيجابية التي يحملها لك وأنت جالس في مقعدك ترتدي النظارة التي تجسد لك الأبطال والمناظر الطبيعية الخلابة بطريقة الأبعاد الثلاثية. رسالة الفيلم ببساطة: صدِّق حلمك وسِر خلفَه مهما قال لك الآخرون توقف أو حذروك من السير خلف قلبك. ورغم أنه يبدو فيلماً صُنِعَ للصغار، فإن الكبار يجدون فيه متعة خالصة من المغامرة والحركة لا تخلو من معانٍ ورسائل. يتميز الفيلم بأنه لا يحكي قصة حب تقليدية طفولية كما في معظم أعمال ديزني، فبطلته ليست سندريلا الجميلة المغلوبة على أمرها، تنتظر أن يراها الأمير ليحبها ويتزوجها وينقذها من بؤس الحياة مع زوجة أبيها. ولا هي جميلة قابلت الأقزام السبعة مصادفة، ولكنها فتاة سمراء تعشق المغامرة وتحب بلدتها وتضحي لإنقاذها وإعادة الحياة إليها. وليست «موانا» أول بطلة سمراء في ديزني، إذ سبقتها «ايلينا»، و «ياسمين»، و «مولان»، و «تيانا»، اللاتي كن من أجمل الأميرات وحملن صفات جوهرية في شخصياتهن فاستطعن بذلك أن يأسرن قلوبنا، وارتبطت حكاياتهن الخيالية بحكاياتنا الواقعية، وتشبهت فتياتنا بهن. يعد العمل فيلم ديزني الكلاسيكي المتحرك ال56 في تاريخ الشركة، وأول فيلم مرسوم بواسطة الكمبيوتر من إخراج الأسطورتين رون كليمنتس وجون ماسكر اللذين قدما من قبل «علاء الدين»، و «حورية البحر». وتقع حوادث الفيلم قبل 3 آلاف عام، في جزيرة بولينيزيه على المحيط الهادئ. هناك تعيش «موانا»، ابنة رئيس القبيلة، الأميرة الشجاعة التي لا همَّ لها سوى إنقاذ شعبها من الهلاك. البحث عن جزيرة تبحث «موانا» عن جزيرة أسطورية، لمواجهة الأرواح العالقة والآلهة، وأثناء رحلتها ينضم إليها بطلها المفضل، «ماوي». «موانا»؛ هي أول أميرة بولونزية في عالم ديزني في سن المراهقة، وهي من أكثر البطلات المراهقات شجاعة وقوة، جذبت الكثير من الفتيات في المنطقة العربية للتشبه بها وبصفاتها وبملابسها أيضاً، فظهرت نجمات شابات بِطَلّةٍ تشبه طلّة «موانا». بعد وفاة جدتها، تقرر «موانا» الإبحار بحثاً عن جزيرة أسطورية في منطقة أوقيانوسيا والتي تقع في المحيط الهادئ، رغبة منها في اتباع تقاليد أسلافها من البحارة الشجعان. وخلال هذه الرحلة تقابل «ماوي»، الذي يتمتع بقدرات خارقة، بالإضافة إلى عدد من الكائنات الأسطورية التي لها الميزة نفسها، فضلاً عن انقسامها إلى أخيار وأشرار. «ماوي»؛ بطل مهزوم، اعتزل مجال البطولة؛ إلا أن «موانا» تبث فيه روحها المقاتلة وتدعوه إلى التخلص من مخاوفه والتغلب عليها ومساعدتها في إنقاذ الجزيرة التي ظل عالقاً فيها لمدة ألف سنة منذ أن خسر قوته الخارقة. تظهر صفات شخصية «موانا» من الملصق الدعائي للفيلم، فهي فتاة واثقة من نفسها قوية ومحبة للإبحار والمغامرة، ترتدي الزي التقليدي لبولينيزيا وتحمل مجدافاً في يديها، مع البطل «ماوي». أما «تالا»، فهي جدة «موانا»، لديها ولع كبير تجاه المحيط، كما أنها أقرب إلى حفيدتها من والديها، ولذلك تساعدها في رحلتها لإنقاذ شعبها. جدة غير تقليدية «تالا» أيضاً تهوى الرقص والتمرد على التقاليد، فهي جدة غير تقليدية تمنح «موانا» روح الحب والمغامرة وعشق الحياة وتكشف لها عن أسرار اللعنة التي حلت بالجزيرة. و «توي»؛ هو زعيم الجزيرة ووالد «موانا»، لا يستطيع أن يفهم سبب حاجة ابنته لاجتياز البحار السبعة، حيث كان شاهداً على سوء ما حصل نتيجة الخلل بين الإنسان والطبيعة، لذلك هو يرغب بأن يبقى جميع سكان الجزيرة بداخلها وعدم الابتعاد عنها. و «سينا»؛ هي أم «موانا»، وتتعاطف معها في رغبتها الخاصة بالإبحار بعيداً، وتحاول طوال حوادث الفيلم أن تقرب وجهات النظر بين ابنتها وزوجها وأن تكون صانعة سلام. يتميز العمل بإبهار شديد في الحركة والألوان والقدرة على تجسيد الطبيعة الخلابة في الجزيرة مع موسيقى وأغانٍ معبرة تحيط بالبطلة وتحفزها دوماً لاستكمال مغامرتها حتى يؤمن الجميع بقدرتها على اقتحام المجهول وتحرير الجزيرة من اللعنة.