أرسلت حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأممالمتحدة طلباً رسمياً لحلف شمال الأطلسي للمساعدة على تطوير وتدريب القوات المسلحة الليبية التي استُنزفت على مدى سنوات من الصراع وتقاتل تنظيم «داعش» المتطرف. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي: «هذا الطلب تلقيناه بالأمس وبدأنا للتو النظر في نوع الدعم الذي يمكننا تقديمه». وأضاف: «الطلب يتعلق بالمساعدة في إقامة مؤسسات أمنية ودفاعية». في غضون ذلك، رحّلت السلطات الليبية نحو 170 مهاجراً سنغالياً أمس، بعد دخولهم البلاد بطريقة غير قانونية على مدى الشهور القليلة الماضية. ويجري تسفير المهاجرين جواً إلى بلادهم من طرابلس بموجب برنامج ترحيل تطلق عليه ليبيا اسم «العودة الطوعية». في السياق ذاته، حظيت إيطاليا بدعم 10 رؤساء بلديات في الصحراء في جنوب ليبيا هذا الأسبوع لمكافحة تهريب البشر، في إطار اتفاق وُقِّع في وقت سابق هذا الشهر بين روما وحكومة الوفاق. وطار رؤساء البلديات سراً إلى روما الإثنين الماضي، حيث التقوا وزير الداخلية ماركو مينيتي الذي طلب منهم مكافحة تهريب البشر، في مقابل توفير تدريبات ومعدات ودعم اقتصادي. وقال مصدر مأذون في الداخلية الإيطالية: «هم أعربوا عن دعمهم لتنفيذ الاتفاق وتطبيقه. إنها خطوة مهمة نظراً إلى صعوبة السيطرة على أراض شاسعة على هذا النحو». وأضاف المصدر أن السفير الإيطالي الجديد لدى ليبيا عقد الإثنين الماضي أيضاً أول اجتماع مع السلطات الليبية، في شأن وضع الاتفاق موضع التنفيذ. وتريد إيطاليا تسيير دوريات لمنع المهربين من جلب المهاجرين إلى الساحل، لكن تنفيذ الاتفاق سيعتمد على تعاون السلطات المحلية على طول طرق التهريب لأن حكومة طرابلس لا تمارس سيطرة فعالة تذكر على كثير من أراضيها. ومن بين رؤساء البلديات الذين طاروا إلى إيطاليا لحضور الاجتماع رؤساء بلديات من سبها وهي مركز كبير للتهريب ومزروق وغات التي تقع على الحدود مع الجزائر. وقال بعض رؤساء البلديات الأسبوع الماضي إنهم لم يعرفوا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2 شباط (فبراير) قبل توقيعه من جانب رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني ونظيره الليبي فائز السراج. وقال كثيرون منهم، ومن بينهم حامد الخيالي رئيس بلدية سبها الأسبوع الماضي إنهم يعارضون فكرة إقامة مراكز احتجاز يمولها الاتحاد الأوروبي في ليبيا لإيواء مهاجرين قبل أن يغادروا إلى أوروبا. وقال الخيالي «أولويتنا هي مساندة أبنائنا وليس السماح بإقامة مهاجرين غير شرعيين في مراكز». من جهة أخرى، أعرب رئيس حكومة الوفاق في بيان أمس، عن الأسف لإضاعة «فرصة ثمينة» لبدء محادثات حل النزاع في ليبيا بعد فشل محاولة لجمعه بقائد «الجيش الوطني الليبي» المشير خليفة حفتر هذا الأسبوع في القاهرة.