أعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عن ثقته بإمكانية إغلاق طريق التهريب الذي يسلكه المهاجرون للوصول إلى أوروبا من ليبيا، في خطوة يرى انها في مصلحة الطرفين. وقال توسك الذي استقبل في بروكسيل رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج إنه سيقترح «تدابير صلبة وتنفيذية» لضبط تدفق المهاجرين عندما يعقد القادة الأوروبيون قمتهم في مالطا اليوم. وقال توسك إن الاتحاد الأوروبي «أثبت» من خلال الاتفاق الذي أبرمه مع تركيا في آذار (مارس) الماضي وأدى إلى خفض أعداد طالبي اللجوء الواصلين إلى اليونان، أن بمقدور التكتل اغلاق الطريق الواقع شرق البحر المتوسط. وقال توسك للصحافيين إنه «حان الوقت لإغلاق الطريق من ليبيا إلى ايطاليا،» مضيفاً أنه ناقش الأمر مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني. وقال توسك الذي شغل منصب رئيس وزراء بولندا سابقاً: «يمكنني التأكيد لكم أنه بمقدورنا» اغلاق الطريق، مضيفاً أن «ما نحتاجه الآن هو العزم الكامل للقيام بذلك». وأضاف أن قمة الاتحاد في فاليتا اليوم ستبحث زيادة التعاون مع ليبيا، وقال: «لدينا اهتمام وعزم لخفض عدد المهاجرين غير النظاميين الذين يخاطرون بحياتهم لعبور المنطقة الوسطى من البحر المتوسط. لا يمكن بقاء الوضع على ما هو عليه، فيما يترك المهربون الناس ليغرقوا، فإنهم يقوضون سلطة الدولة الليبية لتحقيق المكاسب». في المقابل، أبلغ السراج كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي أمس، أنه يجب على الاتحاد أن يدفع مزيداً من الأموال لضمان مساعدة طرابلس في الحد من تدفق المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا. ويسعى الاتحاد إلى تعزيز تدريب خفر السواحل الليبي وتوفير مزيد من المال والمساعدات لليبيا وغيرها من البلدان الأفريقية حتى تتمكن من إحكام السيطرة على حدودها ما يمنع تسلل المهاجرين الراغبين في حياة أفضل في أوروبا. في غضون ذلك،، أُنقذ أكثر من 1300 مهاجر قبالة ليبيا أول من أمس، ومئة على الأقل أمس، وفق ما أعلن خفر السواحل الايطاليون ومنظمات غير حكومية. إلى ذلك، أبدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) مجدداً استعداده لدعم القوات البحرية الليبية في التصدي لمهربي البشر، اذا طلبت السلطات منه ذلك. وذكر الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ خلال استقباله السراج، أن الحلف يقدم منذ نهاية 2016 مساعدة لوجستية للعملية البحرية للاتحاد الأوروبي قبالة ليبيا (صوفيا). وقال ستولتنبرغ «اذا وجه الينا طلب، يمكننا ان ندعم جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز خفر السواحل والبحرية الليبية. هذا يمكن ان يساهم في التصدي للتهريب والنشاط الإرهابي في المتوسط، وهو اولوية استراتيجية للحلف وشركائنا في شمال افريقيا». وأعلنت الحكومة الإيطالية انشاء صندوق بقيمة 200 مليون يورو سيخصص لمساعدة دول أفريقية عدة في الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين على إيطاليا.