«أخطأت في حق نفسي، ولن أستمر في ذلك»، بهذه الكلمات بدأ وليد الجاسم، حياته «الجديدة» على حد وصفه، بعد رحلة «مريرة» مع الإدمان على المخدرات، امتدت لنحو 14 سنة، تقاسمها معه اثنان من زملائه، تعرف عليهما أثناء رحلة العلاج، التي قضوها في مجمع الأمل للصحة النفسية في الدماموهم محمد سبعي، الذي عاش مع الإدمان على المخدرات لنحو 10 سنوات، وعبدالله سعد، الذي قرر الإقلاع عن المخدرات بعد 11 سنة من التعاطي. ويقول سبعي: «كانت والدتي تقول: أنا لم أرب ولداً، بل ثعباناً، بدأ ينهشني عندما كبر»، مضيفاً «بعدما تعافيت أصبحت تدعي لي ليل نهار، وكذلك والدي». أما عبد الله سعد، فقال: «أكبر نعمة حصلت عليها، أنني توقفت عن الإدمان، بعد تجربة مريرة عشتها معه». ولم تكن تلك الكلمات الرسالة الوحيدة التي حاول المتعافون إيصالها إلى المجتمع، إذ قاموا بالمشاركة في فيلم «حياتك غالية»، الذي تم عرضه أثناء تدشين حملة «حياتك غالية»، التي يرعاها أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، وتنظمها جمعية «ود الخيرية للتكافل والتنمية الأسرية» في الخبر، بالتعاون مع نحو 26 جهة حكومية في الشرقية، وتستمر لنحو عام، شلتوعية الشباب والأسر من أضرار المخدرات». ودشنها أول من أمس، وكيل إمارة الشرقية زارب القحطاني. واستعرض «حياتك غالية»، الذي أنتجته جمعية «ود»، وشارك فيه المتعافون الثلاثة، لنحو 10 دقائق، الحياة الجديدة التي بدأها المتعافون، إضافة إلى تجربة لفتاة متعافية من الإدمان، روت قصتها، والطريقة التي حاولت الحصول بها على المال، بعد سرقة مبالغ من والدتها، بلغت نحو 1800 ريال، لشراء المخدرات. بدوره، اعتبر مدير مجمع الأمل الدكتور محمد الزهراني، الدور المهم للمرأة، كونها «خط الدفاع الأول والأساسي لحماية ورعاية الأسر»، التي عدها «إحدى مميزات الحملة، خصوصاً بعد المشاركة الفعلية في هذه الحملة، وغيرها من الحملات»، مشيراً في كلمة المشاركين التي ألقاها نيابة عنهم، إلى حصول المملكة على المرتبة الثالثة على المستوى العالمي في مكافحة المخدرات، بحسب تصنيف الهيئة الإدارية لبرنامج الأممالمتحدة المعني بالمكافحة الدولية للمخدرات (اليوندسوب). واستعرضت رئيسة جمعية «ود» نعيمة الزامل، تجربة فتاة صغيرة، «زوجها والداها من دون أدنى مسؤولية، فقط لأن الزوج من قبيلتها. وتفاجأت لاحقاً أنه مدمن مخدرات، يقوم بضربها وتعنيفها، ويرغمها على التعاطي، ويأخذ كل ما في المنزل من أدوات وأثاث، لبيعه وشراء المخدرات». وأضافت «كانت هذه الفتاة تترجى والد زوجها المعوج الظهر، ليأخذ ابنه إلى مستشفى الأمل، وبعد ذهابه يتعافى ثم يعاود الإدمان». وطالبت الزامل، ب«تقبل المتعافين في المجتمع، ومساعدتهم في الحصول على وظائف، كي لا يعودوا إلى المخدرات».