اقتربت روسيا وتركيا وإيران، الدول الضامنة لوقف النار في سورية، من الاتفاق على «آليات محددة» للمراقبة ورصد الانتهاكات. وقالت مصادر ديبلوماسية إن الأطراف الثلاثة توصلت إلى تفاهمات بنسبة 90 في المئة لضمان استمرار الهدنة، في إشارة إلى مسائل ظلت عالقة وطلب الوفدان الإيراني والتركي مهلة للتشاور وتقديم أجوبة في شأنها. وأعربت عن أمل في انضمام «فصائل الجنوب» إلى اتفاق وقف النار قريباً. وانضم الأردن إلى اللقاء الذي عقد أمس في آستانة، على مستوى الخبراء العسكريين، ورجحت أوساط روسية أن يساعد حضور الأردن جولة المحادثات على انضمام فصائل الجنوب في سورية إلى الهدنة المعلنة، خصوصاً أن محادثات أجريت في هذا الشأن منذ توقيع الاتفاق في نهاية العام 2016. ولم تستبعد الأوساط أن توجّه دعوة مماثلة لانضمام لبنان إلى جولات الحوار المقبلة على مستوى الخبراء، خصوصاً أن الأردنولبنان يستضيفان العدد الأكبر من اللاجئين السوريين. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن موسكو «ترحب بانضمام فصائل مسلحة جديدة إلى اتفاق وقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أن الأردن «اتفق مع عدد من وحدات ما يسمى الجبهة الجنوبية من المعارضة المسلحة على انضمامها إلى اتفاق وقف النار». ولفت الوزير الروسي إلى ترحيب بلاده ب «مشاركة الأردن بنشاط في تسوية الأزمة السورية»، مشيراً إلى إنشاء مركز معلومات روسي - أردني قبل عامين في عمّان من أجل تنسيق الخطوات الرامية إلى المساهمة في تسوية الأزمة السورية. واعتبر لافروف اجتماع آستانة على مستوى الخبراء «خطوة تمهيدية تهدف إلى دفع اتفاق وقف النار والعمل على تعزيز إجراءات الثقة، ما يوفر أرضية أفضل لاستئناف عملية المفاوضات في جنيف». ودافع مجدداً عن مبادرة موسكو بطرح مسودة دستور لسورية، وقال إن «تقديم موسكو اقتراحاتها الخاصة بالدستور السوري شجع النقاش حول الإصلاح الدستوري في سورية»، مؤكداً أن موسكو «لا تحاول فرض أي شيء، بل تحاول تفعيل الحوار». ورأس الوفد الروسي إلى محادثات آستانة نائب رئيس إدارة العمليات في رئاسة الأركان الروسية ستانيسلاف حاج محمدوف الذي أعرب عن ارتياحه لمجريات الحوار، وقال إن الأطراف تمكنت من تحديد «إجراءات محددة» تهدف إلى ضمان ثبات الهدنة وآليات خاصة لمراقبة الانتهاكات ومنع الاستفزازات. وأوضح أن المشاركين في الاجتماع بحثوا «سير تطبيق نظام وقف الأعمال القتالية وإجراءات خاصة بإنشاء آلية رقابة فعالة من أجل ضمان الالتزام الكامل بنظام الهدنة والحيلولة دون أي استفزازات وتحديد كافة أبعاد نظام الهدنة، إضافة الى التطرق لمسائل تعزيز الثقة المتبادلة وضمان دخول المساعدات الإنسانية». لكن مصادر ديبلوماسية روسية أشارت إلى استمرار الخلاف حول مسائل ما زالت عالقة، وأضافت أن الجانبين التركي والإيراني طلبا مزيداً من الوقت لتنسيق تفاصيل الاتفاقات مع القيادتين في أنقرة وطهران عبر القنوات الديبلوماسية. موضحة أن «الحديث لا يدور عن خلافات جوهرية ونسبة الاتفاق بلغت 90 في المئة». ولفت حاج محمدوف إلى أن روسيا أعدت وثيقة تحدد شروط الهدنة في سورية والالتزامات الإنسانية للأطراف وتشير الى عمليات تبادل للأسرى، كما أشار إلى أن بين الملفات الرئيسة التي طرحت مواصلة العمل للفصل بين الفصائل المسلحة المعتدلة وتنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة»، مشيراً إلى أن «الجيش الحر يخوض معارك حالياً ضد «النصرة» في مناطق الشمال ونتطلع لتعميم هذه التجربة على وسط البلاد وجنوبها». وأكد ترحيب الدول الضامنة والأمم المتحدة بانضمام الأردن الى المحادثات، وقال إن الجانب الأردني أبلغ اللقاء بأن المعارضة السورية في المناطق الجنوبية مستعدة للانضمام الى الهدنة والمشاركة في محاربة الإرهاب. كما أشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن اللقاء المقبل لمجموعة الدول الضامنة في آستانة سيعقد في منتصف الشهر، ما يوفر فرصة للوفود للتشاور والتوصل الى تفاهمات في اللقاء المقبل. على صعيد آخر، أعلنت السفارة الإيرانية لدى موسكو انه تم تحديد موعد الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى موسكو في نهاية الشهر المقبل وسيكون الملف السوري على رأس جدول أعمال اللقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.