اعلن مسؤولون عراقيون وأميركيون ان الشرطة العراقية تمكنت ليل امس من اقتحام كنيسة استولى عليها مسلحون يشتبه في انتمائهم الى «القاعدة»، لتحرير الرهائن الكاثوليك الذين كانوا محتجزين داخلها. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان سبع رهائن قتلوا وان 20 اخرين جرحوا خلال العملية. وكان علي ابراهيم قائد الشرطة الاتحادية في جنوب شرقي بغداد اعلن ان العملية انتهت وتم الافراج عن جميع الرهائن. وأكد مسؤولون في الجيش الاميركي نجاح العملية التي كانوا يتابعونها عن طريق كاميرات من طائرات هليكوبتر تحلق في اجواء المنطقة. وكانت مصادر امنية ابلغت «الحياة» ان قيادة العمليات في بغداد ارسلت وحدة المغاوير لاقتحام الكنيسة إذا فشلت المفاوضات مع المسلحين، فيما اغلقت كل الشوارع القريبة وحلقت الطائرات الحربية بكثافة فوق المناطق المحيطة بمكان الحادث. وذكر ان ثلاثة قتلى وخمسة جرحى، على الأقل، سقطوا معظمهم من عناصر الشرطة خلال الاشتباك مع خمسة مسلحين استخدموا الرمانات اليدوية، قبل الاقتحام. وقالت مصادر في قيادة العمليات في بغداد ان عدد الرهائن بين 15 وعشرين رهينة، وقدرت مصادر أخرى عددهم ب 50، تم احتجازهم بعد تفجير سيارة مفخخة في مدخل الكنيسة. وأضافت ان المسلحين طالبوا بإطلاق معتقلين من تنظيم «القاعدة»، خصوصاً زوجة «أبو عمر البغدادي»، مقابل الإفراج عن الرهائن. وكانت مجموعة «أنصار الإسلام» أفرجت، قبل ايام، عن رهينتين هما ابنتا أحد شيوخ العشائر الكردية في كركوك، مقابل إطلاق خمس نساء من زوجات وأقارب قادة التنظيم تم اعتقالهن اخيراً. وكان مصلون يحيون قداس الأحد في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك التي استهدفت عام 2004 في هجمات اوقعت عشرات القتلى والجرحى. وقال اسقف بغداد المطران شليمون وردوني ان «ارهابيين احتجزوا عدداً من المصلين وكاهنين رهائن. ويطالبون بإطلاق ارهابيين معتقلين في العراق ومصر». وكان شهود افادوا أمس ان المسلحين حاولوا اولاً اقتحام سوق بغداد للأوراق المالية قرب الكنيسة بعد ان قتلوا اثنين من الحراس، وأنهم فروا الى الكنيسة بعد تفجير سيارة مفخخة عندما حاصرتهم القوات الموجودة قرب المكان. لكن المصادر الأمنية نفت هذه المعلومات وقالت ان وجود سيارة مفخخة جاهزة للتفجير عند مدخل الكنيسة وامتلاك المسلحين كميات من الأسلحة، ومطالبتهم بإطلاق معتقلين يرجح ان الكنيسة كانت هدفهم الأصلي. وقد باغتوا قوات الأمن . ودعا الفاتيكان الى «حل سريع ومن دون عنف» لقضية المصلين المحتجزين. وقال الناطق باسم الكرسي الرسولي الأب فيدريكو لومباردي»انه وضع محزن للغاية يؤكد صعوبة الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في هذا البلد»، مذكراً بأن وضع المسيحيين في المشرق ومن ضمنه العراق كان محور السينودس الذي عقد في الفاتيكان وانتهى الأسبوع الماضي.