كثّف الجانبان الإيراني والروسي جهودهما السياسية والعسكرية لتوفير الأجواء المناسبة لإنجاح مفاوضات آستانة في 23 الشهر الجاري، بمشاركة ممثلي الحكومة السورية وفصائل معارضة، في وقت أعلنت طهران رفضها مشاركة واشنطن في مفاوضات آستانة. ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله الثلثاء إن إيران تعارض وجود الولاياتالمتحدة في مفاوضات آستانة. ورداً على سؤال حول موقف إيران من المشاركة الأميركية المحتملة، قال ظريف: «لم نوجه الدعوة لهم ونعارض وجودهم». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال امس إنه يعتقد أن من الصواب دعوة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وأجرى لافروف اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني مساء الإثنين، لبحث القضايا المتعلقة بمفاوضات آستانة لإنهاء الأزمة السورية، في حين بحث أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في اتصال هاتفي مماثل مع أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، «آخر التطورات السياسية والأمنية والعسكرية في سورية بعد استقرار وقف إطلاق النار في هذا البلد». ووفق مصادر إيرانية، أكد الجانبان في هذا الاتصال «ضرورة إجراء مشاورات ومحادثات في شكل مستمر بين الجانبين بغية دفع العملية السياسية في الأزمة السورية»، في حين تمت «مناقشة السبل الكفيلة لتعزيز مواجهة الإرهاب التكفيري ومواصلتها، تحديداً تنظيم داعش وجبهة النصرة». الى ذلك، أجري رئيس الوزراء السوري عماد الخميس أمس، محادثات في طهران مع نظيره الإيراني اسحاق جهانغيري، «أسفرت عن التوقيع علي خمس وثائق للتعاون المشترك». كما بحث مع شمخاني «الجهود المنصبة لبناء المناطق التي دمرتها الحرب مع الجماعات المسلحة والهدنة السارية حالياً في جميع المناطق السورية مع الجماعات المسلحة المشاركة في مفاوضات آستانة». وضمّت الوثائق الموقعة بين الجانبين العمل في مشاريع منجم الفوسفات والأراضي الزراعية ورخصة تشغيل الهاتف المحمول وإنشاء مستودعات ومحطات نفطية وإحالة حقل زاهد لتربية الماشية والأراضي المحيطة.