أجري وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس، محادثات في طهران مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ومع نظيره محمد جواد ظريف، في حين التقي رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، حيث تركزت المحادثات علي الاتفاقات والتفاهمات التي أدت إلي وقف النار في سورية. ولم يصدر من إيران منذ يوم الخميس الماضي أي تعليق علي وقف النار الذي بدأ سريانه اعتباراً من مساء ذاك اليوم، باستثناء تغريدة لظريف رأي فيها أن «خطوة وقف إطلاق النار يجب أن تساهم في محاربة الحركات الإرهابية»، ما فُسر «انزعاجاً من الجانب الإيراني من التفاهمات التي تمت بين روسيا وتركيا مع الحركات المسلحة والتي نالت التأييد من الحكومة والجيش (النظامي) السوري». وقالت مصادر إيرانية مطلعة إن إيران «فوجئت بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاق وقف النار عصر يوم الخميس، ما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إجراء اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني أوضح له فيه طبيعة التفاهمات التي تمت قبل الإعلان عن وقف النار، إضافة إلي الاتصال الذي تم في اليوم ذاته بين ظريف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، لكن الجانب الإيراني شعر بإحراج بعدما أعلنت الحكومة السورية موافقتها علي اتفاق وقف إطلاق النار». ورأت هذه المصادر أن موافقة الحكومة السورية علي وقف إطلاق النار «كبّل اليد الإيرانية لأنها لا تريد الذهاب أبعد من السوريين عندما وافقوا علي اتفاق وقف إطلاق النار، كما أنها لا تستطيع أن تذهب بعيداً من الموافقة الروسية، الأمر الذي جعلها تتحفظ علي ذلك من خلال اتخاذ موقف الصمت حيال الاتفاق». لكن مصادر مطلعة نقلت ل «الحياة» أن إيران «لا تنوي معارضة اتفاق إطلاق النار لإفساح المجال أمام الحوار السوري- السوري الذي يبدأ منتصف الشهر القادم في العاصمة الكازاخستانية آستانة». وقالت مصادر دبلوماسية ل «الحياة» إن زيارة المعلم والمملوك لطهران «محاولة لوضع الجانب الإيراني في إطار التفاهمات التي تمت مع الحركات المسلحة وإقناع طهران بالخطوة التي وافقت عليها دمشق بالتعاون والتنسيق مع الجانب الروسي وإزالة الالتباس الذي حصل عند الجانب الإيراني». وأضافت المصادر أن الرئيس الإيراني «استلم من نظيره السوري بشار الأسد رسالة شفوية نقلها المعلم، حيث أشاد الأسد بالجهود التي تبذلها إيران من أجل مواجهة الحركات الإرهابية وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع الأراضي السورية، وأن سورية حكومة وشعباً لا يمكنها أن تنسي الوقفة التي وقفتها إيران إلي جانب سورية خلال السنوات الأربع الماضية لمواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة». وخلال لقاء ظريف والمعلم، «تم تبادل وجهات النظر بشان التعاون والتنسيق بين البلدين بشان عدم السماح للحركات المسلحة بإعادة تنظيم صفوفها بعد هزيمتهم في حلب»، بحسب بيان رسمي.