تمكنت أنقرة من إقناع معظم الفصائل السورية المعارضة بتسمية أعضاء وفدها إلى مفاوضات آستانة وموافقة «الهيئة التفاوضية العليا» على تقديم دعم فني لها، في انتظار تسمية الحكومة السورية وفدها، في وقت تسعى موسكو إلى عقد مفاوضات مباشرة بين الوفدين بين 23 و25 الجاري. وطالبت خمس هيئات إنسانية دولية بتأمين منفذ فوري وآمن لوصول المساعدات إلى الأطفال والأسر وكل من لا يزال يعيش في مناطق محاصرة في سورية، في موازاة جهود تنفيذ وقف النار، فيما تمكن تنظيم «داعش» من قطع خطوط إمداد القوات النظامية في دير الزور، فاصلاً المطار العسكري عن المدينة. (للمزيد) وناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في اتصال هاتفي الترتيبات الأخيرة لمفاوضات آستانة، ويتوقع أن يجري نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو اليوم محادثات مع رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا حول برنامج المفاوضات وإجراءاتها. وبعد أيام من اللقاءات المكثفة بين قادة فصائل المعارضة في أنقرة مارس فيها مسؤولون أتراك ضغوطاً هائلة، توصلت أمس تسعة فصائل إلى قرار المشاركة في مفاوضات آستانة، مقابل رفض خمسة فصائل بينها «أحرار الشام الإسلامية». وعلى رغم أن محمد علوش القيادي في «جيش الإسلام» و «كبير المفاوضين» في مفاوضات جنيف سابقاً، قال إنه سيشارك في مفاوضات آستانة، فإن قائمة سُلّمت إلى أنقرة أمس، لم تضم اسمه وضمت خبراء قانونيين من «الهيئة التفاوضية» وممثلي الفصائل المعارضة وقادتها، إضافة الى سياسيين بينهم مسؤول «المجلس الوطني الكردي» عبدالحكيم بشار، باعتبار أن تركيا رفضت مشاركة «الاتحاد الديموقراطي الكردي» منافس «المجلس الوطني». وقالت مصادر إن تركيا أبلغت الفصائل بأن مفاوضات آستانة ستركز على اتفاق وقف النار وآلية الرد على خروقاته، من دون بحث الأمور السياسية، في وقت تسعى موسكو إلى عقد مفاوضات مباشرة بين ممثلي الفصائل المسلحة والجيش النظامي السوري. وبالتزامن مع تسارع التحضيرات لآستانة، برز أمس نفي طهران أن هناك اتفاقاً مع موسكووأنقرة علي دعوة الجانب الأميركي إليها. وقال مصدر قريب من الخارجية الإيرانية إنه لم يتم أي توافق بين الدول الثلاث (تركيا وروسيا وإيران) علي دعوة الأميركيين، في رد علي حديث عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن وجود اتفاق على دعوة واشنطن. كما كان لافتاً أيضاً قول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن اتخاذ أي قرارات «نيابة» عن الشعب السوري يتعارض مع مبادئ الديموقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها. واعتبر أن الرئيس بشار الأسد يتمتع «بشعبية واسعة»، مضيفاً: «إذا كان الغربيون يعتقدون أن الرئيس السوري لا يتمتع بشعبية، فلماذا يساورهم القلق من ترشّحه مرة أخرى لرئاسة الجمهورية؟». في غضون ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصدر عسكري سوري، أن «داعش» تمكن أمس من عزل مطار دير الزور العسكري عن الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة في دير الزور (شرق سورية). واضاف: «تمكن تنظيم داعش من تحقيق الهدف الرئيسي من هجومه في مدينة دير الزور، وهو قطع الطريق بين المدينة والمطار العسكري المجاور». وأشار إلى «عزل مطار دير الزور عن المدينة وبالتالي فصل مناطق سيطرة النظام إلى جزأين، ليضيق بذلك الخناق بشكل كبير على الأحياء السكنية في المدينة». وأكد مصدر عسكري سوري ل «فرانس برس»، أن «تنظيم داعش هاجم مواقع للجيش غرب المطار ما أدى إلى انقطاع الطريق الواصلة بين المدينة والمطار»، وهو ما أكده التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل. وذكر أن «وحدات الجيش تشن في هذه الأثناء هجوماً معاكساً على المواقع التي سيطر عليها المسلحون لاستعادتها».