أعلن مصدر ديبلوماسي روسي اليوم (الأربعاء) عقد محادثات السلام من أجل تسوية النزاع في سورية، المقررة في آستانة عاصمة كازاخستان تحت رعاية روسيا وتركيا وإيران، في 23 كانون الثاني (يناير) الجاري. وقال إنه «في الوقت الحالي، ليسj هناك معلومات حول إرجاء اللقاء. وعليه فإن موعد 23 كانون الثاني لا يزال سارياً». ويفترض أن تلي محادثات آستانة التي ترعاها موسكو وطهران حليفتا دمشق بالإضافة إلى أنقرة التي تدعم فصائل من المعارضة المسلحة، مفاوضات في جنيف في الثامن من شباط (فبراير) برعاية الأممالمتحدة. وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو صرح في وقت سابق، بأن المحادثات يمكن أن تتم في آستانة في 23 كانون الثاني إذا صمدت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في سورية في 30 كانون الأول (ديسمبر). إلا أنه حذّر الأسبوع الماضي بأن «الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار» يمكن أن تهدد هذه المحادثات. ونفذت طائرات حربية تابعة للنظام السوري غارات عدة بعد منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء على مناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في محافظتي حلب وإدلب، بعدما انخفضت وتيرة الغارات منذ بدء الهدنة وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأورد «المرصد» أن «الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام صعدت قصفها على مناطق عدة في محافظة حلب بعد منتصف الليل»، مشيراً إلى أن الغارات استهدفت بلدات عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة أبرزها الأتارب وخان العسل في ريف حلب الغربي. وتحدث مراسل ل «فرانس برس» في المنطقة عن دوي غارات عنيفة بعد منتصف الليل وتحليق للطائرات الحربية. وفي محافظة إدلب (شمال غربي) التي يسيطر عليها ائتلاف فصائل إسلامية مع «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، استهدفت طائرات حربية تابعة لقوات النظام بلدة تفتناز بعد منتصف الليل، ما تسبب بمقتل ثلاثة مقاتلين من فصيل إسلامي، وفق «المرصد». وشوهد مبنى منهاراً بالكامل من جراء الغارة على تفتناز. وقال إن متطوعين من الدفاع المدني عملوا طيلة الليل على رفع الركام والبحث عن الضحايا تحت الأنقاض. على جبهة أخرى، تستمر المعارك العنيفة بين قوات النظام وحلفائها والفصائل المقاتلة في وادي بردى التي تبعد 15 كيلومتراً عن دمشق وتعد مصدر المياه الرئيس للعاصمة. وأفاد «المرصد» بضربات جوية وقصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام على المنطقة اليوم، فيما لا تزال المياه مقطوعة بفعل المعارك عن معظم أحياء دمشق منذ 22 الشهر الماضي. وقال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية الإثنين إن منطقة وادي بردى «التي تشمل الموارد المائية للعاصمة دمشق تحتلها النصرة... وبالتالي فهي ليست جزءاً من وقف إطلاق النار». وتشهد المنطقة معارك بين الطرفين منذ 20 كانون الأول عقب هجوم بدأته قوات النظام للسيطرة على المنطقة أو دفع مقاتلي المعارضة إلى اتفاق «مصالحة» مشابه لما شهدته مدن عدة في محيط دمشق في الأشهر الأخيرة.