أحدث الخبر الذي نشرته «الحياة» في عددها الصادر أمس حول منع الجهات المختصة في السعودية المولات والمحال التجارية من توجيه الدعوات لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان لمنتجاتهم ومحالهم التجارية، إلا بعد الحصول على موافقة الجهات ذات العلاقة، ردود فعل متباينة غلب عليها تأييد القرار. فعلى شبكة التواصل والتفاعل «تويتر» اشتعل وسم «هاشتاغ» في الموضوع ذاته بالتعليقات على القرار بين مؤيدين ومعارضين حيث يرى المؤيدون فيه نفعاً ومنعاً لمظاهر سلبية تتكشف عند كل مرة يتجمهر فيها الناس لملاحقة مشاهير «مواقع التواصل الاجتماعي» الذين تستثمرهم الجهات التجارية والتسويقية للدعاية لمنتجاتهم ولفت الأنظار إليها مستغلة شعبيتهم. القرار الصادر عن وزارة التجارة والاستثمار وعممته على جميع المراكز التجارية (المولات) استند إلى ما رصدته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتعاون مع الشرطة، من دعوات تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي من بعض المشاهير للتجمع في بعض الأسواق، وما ينتج من ذلك من فوضى ومحاذير شرعية وتصرفات غير نظامية. وتكرر الأمر أكثر من مرة في مناطق مختلفة من المملكة، مثل ما حصل في مدينة جدة مع الصغيرة والمعروفة بلقب «رغد دايز» والجمهور الكبير الذي استطاعت أن تحشده في أحد المولات، ما تسبب في فوضى كبيرة حدثت بعد وصولها إلى هناك. وأثار الزحام الشديد في المركز التجاري، بحسب الصور والفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل، تساؤلات كثيرة حول السر وراء ذلك، ليكتشف أن تلك المشهورة الغامضة كانت مجرد نجم على «مواقع التواصل الاجتماعي» وواحدة من مشاهير «سناب شات» ويتابعها أكثر من مليون ونصف شخص على انستغرام، ويحتوي حسابها على العديد من صور الإعلانات لمنتجات مختلفة. وكذلك الحال مع النجم الميديائي الكويتي عبدالعزيز الكسار الذي دعا جمهوره عبر سناب شات لموافاته في أحد أشهر مولات العاصمة الرياض، إذ تجمهر متابعوه وتحلقوا حوله لالتقاط صور السلفي برفقته، قبل أن يقتاده أحد رجال هيئة الأمر بالمعروف ويوقفه، وانتشر مقطع فيديو يوثق هذه اللحظة وتسبب في حال من الجدل غير المتوقف عن نجوم «السوشل ميديا». ويبدو الأمر غير مفهوم للوهلة الأولى، إذ بمجرد أن ينتقل نجوم العالم الافتراضي إلى الواقع يضطرم الجدل وتتصادم الفضاءات، فعلى رغم امتناع البعض عن تسميتهم «مشاهير» بداعي أنهم لا يملكون طرحاً ذا قيمة ولا ينطوون في إطار من المسؤولية الاجتماعية التي تضبط طروحاتهم، إلا أن حالات التجمهر والاكتظاظ تفسر غير ذلك تماماً، وهو الأمر الذي يعود إلى الفجوة التي تتوسط بين العالم الافتراضي والواقعي. إذ نمت تلك الجماهيرية وشعبية نجوم التواصل الاجتماعي في «الظل» قبل أن تتبلور في الواقع الذي يعيش حالاً من الانعزال عن العالم الافتراضي المرتبط بقوانينه وتقنياته الخاصة به، وهو الأمر الذي يصطدم أحياناً مع الواقع ويتسبب في حالات من التجمهر والمظاهر غير المألوفة. ويشير القرار الصادر أخيراً بضرورة أخذ الموافقات المطلوبة قبل الإعلان في مواقع التواصل الاجتماعي عن حضور أحد المشاهير لافتتاح محل تجاري أو إعلان أي منتج. ونظراً إلى عدم توفر تقنينات منظمة لدى المراكز التجارية لمثل هذه التجمعات، يتسبب ذلك في خلق الفوضى وتسابق الجمهور للتصوير مع المشاهير، فضلاً عن عدم السيطرة على الوضع من أصحاب المراكز التجارية.