طلبت أنقرة أمس دعماً جوياً من التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمساندة هجوم فصائل سورية معارضة منضوية في «درع الفرات» ومدعومة من القوات التركية على مدينة الباب التي تعتبره معقلاً لتنظيم «داعش» بين حلب والحدود التركية، في وقت واصلت طائرات التحالف تقديم الدعم لقوات كردية - عربية في معركتها ضد «داعش» قرب الرقة شرق سورية وسط قلق من تعرض «سد الفرات» أكبر سدود سورية لتفخيخ من «داعش» أو قصف جوي. وقال إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس رجب طيب أردوغان: «في شأن عملياتنا في الباب (...) من واجب التحالف الدولي تحمل مسؤولياته خصوصاً من ناحية تأمين غطاء جوي». وأضاف خلال مؤتمر صحافي: «يمكن أحياناً للأحوال الجوية أن تتسبب بتأخير، لكن غياب الغطاء الجوي عندما لا يكون هناك سبب مبرر غير مقبول». وتحاول فصائل «درع الفرات» بدعم من الجيش التركي منذ أسابيع السيطرة على مدينة الباب التي تكبدت فيها أنقرة الأسبوع الماضي خسائر فادحة. وقتل عناصر «داعش» الأربعاء في الباب 16 جندياً تركياً، اليوم الأكثر دموية للجيش التركي منذ إطلاقه في آب (أغسطس) عملية عسكرية في شمال سورية ضد تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد. وكان تنظيم «داعش» نشر الخميس فيديو أظهر إحراق جنديين تركيين. واعلن وزير الدفاع أن 3 جنود محتجزين حالياً لدى تنظيم «داعش» من دون مزيد من التفاصيل. ورداً على سؤال عن أوضاعهم، رفض المتحدث باسم الرئاسة التعليق على الموضوع. لكنه أكد أن 226 مقاتلاً من تنظيم «داعش» قتلوا في الباب في العمليات التي نفذت الأسبوع الماضي. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن ريفي الرقة الغربي والشمالي الغربي يشهدا مواجهات متواصلة بوتيرة متفاوتة العنف لليوم ال 50 على التوالي، بين تنظيم «داعش» الذي يسعى جاهداً إلى صد الهجمات نحو معقله في سورية من جانب، و «قوات سورية الديموقراطية» المدعمة بقوات خاصة أميركية وطائرات التحالف الدولي من جانب آخر، عقب تمكنها من تحقيق تقدم كبير في المرحلة الأولى من عملية «غضب الفرات» لتصل إلى محيط منطقة تل السمن الواقعة على بعد نحو 27 كيلومتراً شمال مدينة الرقة. وفي المرحلة الثانية، وصلت «قوات سورية» إلى منطقة جعبر التي تبعد مسافة نحو 5 كيلومترات عن سد الفرات الإستراتيجي، الذي يشكل أحد معاقل تنظيم «داعش»، ومركزاً للقيادات العسكرية والأمنية البارزة في التنظيم، إضافة لتضمنِّه سجناء مهمين وأسرى. وتمكنت المرحلة الثانية للحملة والتي أعلنت في ال 10 من كانون الأول (ديسمبر) الجاري، من الوصول إلى هذه المسافة بعد انطلاقها من جنوب بلدة عين عيسى بالريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة، متقدمة في شكل مباشر نحو الجنوب لحين وصولها إلى الضفاف الشمالية من نهر الفرات، تاركة في القسم الواقع بين المناطق التي تقدمت إليها «قوات سورية الديموقراطية» وبين نقطة تحول مجرى الفرات من اتجاه شمالي - جنوبي، إلى اتجاه غربي - شرقي، جيباً مؤلفاً من عشرات القرى التي لا يزال التنظيم يسيطر عليها. ومنذ يوم الأحد، وفق «المرصد»، انتقلت المعارك إلى محيط قلعة جعبر الواقعة في نهر الفرات ويصلها طريق واحد بضفاف النهر الشمالية، فيما تقوم طائرات التحالف باستهداف منطقتي سويدية كبيرة وصغيرة اللتين تعدان المدخل الشمالي لسد الفرات وسط قلق من استهداف طائرات التحالف الدولي للسد أو تفخيخه من جانب تنظيم «داعش» لضمان عدم المرور به أو إبطاء مرور «قوات سورية الديموقراطية» عبره إلى منطقة الطبقة التي تعد الهدف الأول للسيطرة قبل التوجه نحو مدينة الرقة. كما تعد الطبقة أحد مراكز الثقل الأمني لتنظيم «داعش» في سورية.