أفيد أمس بمقتل 58 عنصراً من القوات النظامية والميلشيات في خمسة تفجيرات لمستودعات ذخيرة وعبوات خلال دخولها شرق حلب بعد تهجير عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين الى الريف الغربي الذي تعرض لقصف يوم امس، في وقت تأكد تدمير آخر مركز طبي في مدينة مضايا بين دمشق وحدود لبنان ضمن حملة بدأتها القوات النظامية السورية وحلفاؤها للسيطرة على ريف العاصمة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس انه «قصفت قوات النظام مناطق قرى بسيمة وعين الفيجة ودير مقرن بوادي بردى وسط استمرار الاشتباكات في محور الجمعيات ومحاور أخرى في منطقة بسيمة، بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب آخر». وأفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في تقرير ان «قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له في شكل خاص حزب الله، شنَّت حملة عسكرية على بلدة مضايا استخدمت فيها البراميل المتفجرة وقذائف الهاون وصواريخ أرض - أرض التي أطلقتها الحواجز العسكرية المحيطة بالبلدة، أبرزها: «حاجز قلعة التل، وحاجز قلعة الكرسي، وحاجز الحرش ...» تسببت هذه الحملة وفق التقرير بدمار كبير في البنية التحتية للبلدة، ومقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص بينهم 3 أطفال و2 من كوادر الدفاع المدني منذ 4 الشهر الجاري، إضافة إلى إصابة ما لايقل عن 58 شخصاً، بينهم 2 من كوادر الدفاع المدني، و36 حالة حرجة». في الشمال، قال «المرصد» ان قوات النظام «جددت قصفها الصاروخي على مناطق في ريفي حلب الغربي والجنوبي»، لافتاً الى انه حصل على معلومات أفادت بأن «ما لا يقل عن 58 عنصراً من المسلحين الموالين للنظام قتلوا خلال 5 تفجيرات على الأقل، هزت حيي السكري والأنصاري خلال ال 24 ساعة الفائتة، خلال تنفيذ عمليات تمشيط من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر خاصة من حزب الله اللبناني في المربع الذي كان تحت سيطرة الفصائل بالقسم الجنوبي الغربي من أحياء حلب الشرقية الذي يشمل حيي الأنصاري والمشهد وأجزاء من أحياء السكري والزبدية وسيف الدولة وصلاح الدين، فيما كان قد قتل 5 آخرون من عناصر نزع الألغام يوم أمس خلال انفجار ألغام بهم في هذا المربع». وتابع ان «ال 58 عنصراً وهم من اللجان الشعبية الموالية للنظام، ولجان التعفيش (سرقة الأثاث والممتلكات من مناطق المعارضة) المنحدرة من مدينة حلب والساحل السوري وحمص ولجان التعفيش التابعة للعقيد سهيل الحسن المعروف ب «النمر»، قتلوا بانفجار ألغام وعبوات ناسفة بالحي، وقتل غالبيتهم خلال انفجار شرك من الألغام في مدرسة بحي السكري كانت تتخذ كمقر للفصائل ومستودع للذخيرة، حيث دخل عناصر لجان التعفيش لسرقة محتويات المدرسة والمقر وسرقة منزل محيطة بها، لينفجر شرك الألغام بهم ويقتل غالبيتهم ويصيب آخرين بجروح، فيما قتل البقية خلال قيامهم بسرقة منازل محيطة بالمدرسة ومنازل ومقرات أخرى في المربع هذا». ونقل «المرصد» عن مصادر قولها ان «القوات الروسية وقوات حزب الله اللبناني حذرت هذه اللجان من الدخول إلى مناطق التمشيط لوجود ألغام فيها، لكن عناصر اللجان تجاهلوا الأوامر ودخلوا إلى منازل ومقار كان قد فخخها مقاتلو الفصائل قبل انسحابهم مساء الأربعاء. وكان «المرصد» نشر في 18 الشهر الماضي تقريراً مفصلاً عن «عمليات التعفيش تضمنت تأكيداً لاستمرار المسلحين الموالين للنظام في عمليات السرقة منذ نحو 3 أسابيع في تصعيد وتكثيف عمليات السرقة التي طاوت عشرات المنازل والمتاجر في القسم الغربي من حلب، وبخاصة في المناطق التي شهدت عمليات عسكرية عنيفة في الأسابيع الثلاثة الفائتة». الى ذلك، نقلت «رويترز» عن مقاتلين ان طائرات روسية كثفت غاراتها على بلدات في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة وريف حلب بعد يومين من إجلاء مقاتلي المعارضة من آخر جيوبهم في مدينة حلب بشمال سورية. وأضافوا أن ثماني ضربات على الأقل استهدفت بنش وسراقب وجسر الشغور وهي بلدات رئيسية في محافظة إدلب بشمال غرب سورية. ووردت تقارير عن سقوط قتلى وجرحى لا سيما في صفوف المدنيين. وكانت محافظة إدلب لأشهر هدفاً لحملة قصف روسية مكثفة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وتزامن ذلك حتى مع مواجهة القطاع الشرقي الذي كان خاضعاً لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب لتصعيد في الغارات الجوية والقصف حتى انهارت دفاعاتهم واضطروا للموافقة على اتفاق الإجلاء. وقال سكان ومقاتلون من المعارضة إن طائرات روسية وسورية شنت أيضاً ضربات مكثفة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في الريف الغربي والجنوبي لحلب امس لليوم الثاني منذ أن غادر مقاتلو المعارضة آخر جيب لهم في مدينة حلب. فصائل «غضب الفرات» على أبواب الطبقة ... و «درع الفرات» تستعجل دخول الباب افيد أمس باستعجال أنقرة دخول فصائل سورية منضوية في «درع الفرات» الى مدينة الباب معقل «داعش» شمال حلب، بالتزامن مع اقتراب «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية ضمن عملية «غضب الفرات» من مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة معقل التنظيم شرق سورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس ان «القوات التركية تواصل تجديد استهدافها مدينة الباب مع مواصلة محاولاتها التقدم نحوها، في ظل الإصرار التركي على اقتحام المدينة الواقعة بالريف الشمالي الشرقي لحلب والسيطرة عليها، التي كانت هدفاً لسباق بين القوات التركية من جهة، وقوات النظام وروسيا والقوى الموالين لها من جهة ثانية، وقوات سوريا الديموقراطية من جهة ثالثة، لكن القوات التركية عاجلت الطرفين الآخرين في 21 الشهر الجاري، بهجوم عنيف بدأته مع الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية «درع الفرات»، بعد حصول تركيا على الضوء الأخضر الروسي، باقتحام مدينة الباب والسيطرة عليها، في أعقاب الوفاق بين تركيا وروسيا وإيران، بخصوص التهجير الذي تم في حلب والإجلاء الذي جرى ولم يستكمل في الفوعة وكفريا ومن ثم مضايا لاحقاً، ورغبة من القوات التركية في منع استغلال قوات سورية الديموقراطية لثغرة الباب والسيطرة عليها والتي ستتيح لها وصل مناطق الإدارة الذاتية الديموقراطية ببعضها في المقاطعات الثلاث (الجزيرة - كوباني - عفرين). ونفذت القوات التركية وقوات «درع الفرات» الهجوم من المحور الغربي للمدينة وسيطرت خلال الساعات الأولى من هجومها على معظم جبل الشيخ عقيل والمشفى القريب منه، محاولة تحقيق تقدم نحو المدينة واقتحام أسوارها الغربية. واستمرت مدفعية القوات التركية وقوات «درع الفرات» وراجماتها في استهداف مدينة الباب بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية مع استهداف الطائرات التركية للمدينة بالقنابل والصواريخ. والأربعاء الماضي، فاجأ تنظيم «داعش» الذي استقدم 200 عنصر وقيادي ميداني من العراق فصائل «درع الفرات» بهجوم عنيف وبتفجير آليات مفخخة. وتمكن من استعادة السيطرة على المواقع التي خسرها، وقتل وقضى على إثر هذا الهجوم 51 على الأقل من عناصر «درع الفرات» بينهم 16 جندياً على الأقل اعترفت بهم السلطات التركية، بينما قتل 33 من عناصر تنظيم «داعش» في القصف والاشتباكات والتفجيرات التي شهدها المحور الغربي لمدينة الباب. في شمال شرقي سورية، قال «المرصد» ان قرى قريبة من الضفاف الشمالية لنهر الفرات بريف الطبقة الشمالي الغربي في غرب الرقة «شهدت اشتباكات متواصلة بين قوات سورية الديموقراطية من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، وتمكنت قوات سورية الديموقراطية من تحقيق تقدم جديد خلال الساعات الفائتة، والسيطرة على قرية جعبر الشرقية». وترافقت الاشتباكات العنيفة والهجوم من «قوات سورية» مع قصف للطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي. وبهذا التقدم فإن «قوات سورية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف حققت تقدماً جديداً نحو سد الفرات ومدينة الطبقة المحاذية للسد، مقتربة بذلك إلى مسافة نحو خمسة كيلومترات من سد الفرات الواقع على نهر الفرات عند مدينة الطبقة. وتمكن «المرصد السوري» من التوثق من مقتل ما لا يقل عن 25 عنصراً من «داعش»، وإصابة آخرين بجروح، فيما وردت معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف القوات المهاجمة. وقال «المرصد» ان «قوات سورية الديموقراطية تسعى في حملة «غضب الفرات» التي أطلقتها في ال 6 تشرين الثاني (نوفمبر) للسيطرة الرقة، حيث تحاول في المرحلة الثانية من حملتها التي أعلنت عنها قبل أسبوعين السيطرة على مدينة الطبقة ذات الأهمية الإستراتيجية، والتي تعد مركز ثقل أمني للتنظيم، حيث يتواجد قياديون في التنظيم بسد الفرات كما يوجد فيه أكبر سجن للتنظيم في منطقة الطبقة، والذي يحوي سجناء مهمين وأسرى». وكان «المرصد» اشار الى احتمال ان يكون بين الأسرى والسجناء الكاهن اليسوعي الإيطالي باولو دالوليو وأنه «لا يزال على قيد الحياة، عقب اختفائه منذ ال 29 متموز (يوليو ) من العام 2013، لدى ذهابه إلى مقر تنظيم «داعش» والواقع في مبنى محافظة الرقة، لمقابلة «أمير» في التنظيم، وأكد قيادي سوري منشق حديثاً عن التنظيم أن الأب باولو محتجز في سجن تشرف عليه الكتيبة المعروفة باسم «الكتيبة الأوزبكية»، والموجود في غرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، كما أكد القيادي الذي يعد من قيادات الصف الثاني في التنظيم، مشاهدته حينها للأب باولو بشكل شخصي أثناء مهمة له في ذلك السجن». وقال ل «المرصد»: «شاهدت الأب باولو في سجن الكتيبة الأوزبكية بالطبقة قبل انشقاقي عن التنظيم في مطلع أيلول (سبتمبر) من العام الحالي لأسباب عقائدية وشرعية».