دعا بطريريك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق لويس روفائيل ساكو المجتمع الدولي إلى «حماية المسيحيين» الذين شردتهم الحرب «لمساعدتهم على العودة إلى ديارهم». وحضر القداس زعيم «المجلس الإسلامي الأعلى» عمار الحكيم وعدد من أعضاء المجلس. وفر عشرات آلاف المسيحيين من بلدات في شمال العراق عام 2014 بعدما سيطر «داعش» على الموصل ومساحات كبيرة من محافظة نينوى التي تقع فيها. وشنت القوات العراقية هجوماً واسعاً في 17 تشرين الأول (أكتوبر) لطرد الإرهابيين من آخر معاقلهم في العراق وحررت بعض البلدات التي كان يقطنها المسيحيون لكن النازحين منهم لم يعودوا حتى الآن. وقال البطريرك ساكو: «لقد عمت البهجة المسيحيين عند بدء تحرير نينوى». وأضاف «ولكن ومع استمرار المعركة، فإنهم ينتظرون وهم يشعرون بالخوف ويحدوهم كذلك الأمل» بالعودة. واستعادت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي اجزاء من الموصل، إلا أنها تواجه مقاومة شرسة من الإرهابيين. وعلى رغم طرد التنظيم من عدد من البلدات التي تسكنها غالبية من المسيحيين، الا أن بلدات أخرى مثل تلكيف التي تبعد 15 كلم شمال الموصل، ما زالت تحت سيطرتهم. وأوضح ساكو: «في القرى المحررة، الدمار هائل. لقد زرت بعض هذه القرى. 30 إلى 40 في المئة منها مدمر، ولحقت الأضرار بالكنائس والشوارع والبنية التحتية». إلا أنه زاد :» يجب طرد داعش من الموصل نفسها قبل ان يتمكن المسيحيون من العودة بأمان الى ديارهم، وإذا لم يتم تحريرها، فإن داعش سيتمكن من التسللإلى قرانا ويزرع الرعب». ودعا المسيحيين إلى عدم الانضمام إلى مليشيات مسيحية مثل «كتيبة بابل» المنضوية تحت مظلة «الحشد الشعبي» الذي يضم فصائل شيعية مسلحة تحظى بدعم إيراني. قال «إذا أراد المسيحيون حماية بلداتهم عليهم الانضمام إلى الجيش أو إلى قوات البيشمركة (الكردية)... المليشيات دليل على الفوضى». وقبل سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين في 2003، كان عدد المسيحيين العراقيين يتجاوز المليون إلا أن هذا العدد تراجع الى 350 ألفاً بعد العنف الطائفي الذي ابتليت به البلاد. وغالبية الذين بقوا في العراق هم من الكلدانيين وهم من المسيحيين الشرقيين المرتبطين بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية وجذورهم في شمال العراق. وبسبب سيطرة الإرهابيين على محافظة نينوى ومعظم مناطق غرب العراق في 2014 تصاعدت موجة نزوحهم. ووضع «داعش» المسيحيين أمام خيارات صعبة: إما اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية، أو النفي أو القتل. وفرّ نحو 120 ألف مسيحي. وقال ساكو إن «هؤلاء في حاجة إلى حماية إذا عادوا إلى مناطقهم التي كانت تحت سيطرة التنظيم». وأضاف: «طالبنا بضمانات من المجتمع الدولي. يجب أن يكون هناك مكتب تابع للأمم المتحدة او الاتحاد الأوروبي لمراقبة سير الأمور، بدلاً من إلقاء الناس في قراهم من دون حماية وتعريضهم للتهديد من جيرانهم». واقترح أن تتولى كل دولة من الدول الأوروبية مهمة إعادة أبناء إحدى القرى او البلدات. وقال ان ذلك «سيشجع العراقيين الذين سعوا الى اللجوء في اوروبا على العودة الى ديارهم». ودعا إلى إجراء حوار وطني للمصالحة بين مختلف الطوائف والأتنيات العراقية، وأضاف أن حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي غيّرت خطابها»، مؤكداً أن «السلطات الدينية الإسلامية رأت من الجيد الاحتفال بعيد الميلاد مع المسيحيين».