اعتبرت الاختصاصية النفسية الدكتورة نسيبة الكبسي أن الكتابة في غير محلها أمر يسيء للرسالة والمرسل، مثل الكتابة على الجدران وعلى العملات الورقية. وقالت ل «الحياة»: «كل ما كانت الكتابة في غير محلها جمعت أضراراً لأطراف عدة، ويبقى المتضرر الأكبر الرسالة نفسها التي بدلاً من أن تكون هادفة تبقى مسيئة». واضافت: «كل الكتابات التي نناظرها دوماً في العملات أو الأسوار لا تخرج من كونها مجرد خربشات لا تهدف إلا إلى شيء، أو أسماء أو أرقام هواتف أو إساءات لفظية معينة، حتى وإن كان الكلام الذي يكتب عليها هادفاً فإن المكان الذي كتبت عليه يكون قد أُسيئ نتيجة هذا العبث، إذ ليس من اللائق به حمل أي نوع من الكلام سواء المحمود منه أم غيره». وترجع الكبسي مثل هذه التصرفات لأسباب عدة أهمها، الدوافع الغريزية والرغبات المكبوتة، ودوافع الشتم والسب بسبب مواقف تربوية أو اجتماعية معينة، فضلاً عن عدم الثقة في الآخرين، كما أوضحت أنه من الممكن أن تكون هناك أسباب بريئة كاللهو أو إشباع الميل إلى الكتابة من أجل الكتابة فقط. واستطردت: «إن من بين الأسباب أيضاً، محاولة الانتقام من الآخرين، واتساع رقعة الفراغ وهذا الأخير يعود سببه إلى عدم الانشغال بالأنشطة أو الفراغ النفسي، إلى جانب عدم القدرة على التكيف داخل البيئة». أما عن كيفية معالجة هذه الظاهرة، فلخصتها الكبسي بقولها: «يكون ذلك من طريق التعميم الجاد لعدم قبول العملات التي بها كتابات حميدة كانت أم ممقوتة، وإخضاع من يثبت تورطه بالكتابة على الأوراق المالية أو الجدر العامة للمساءلة ووضع عقوبات رادعة في حقهم». وفي الوقت الذي شددت فيه الكبسي على معاقبة الممارسين لهذه العادة، خالفتها أفراح (وهي طالبة في المرحلة الثانوية) معترفة بأنها من هواة الكتابة والتواقيع على الأوراق المالية، بل اتجهت بهوايتها من الكتابات العادية إلى عالم آخر وهو تدوين النصائح. وفي إجابة بريئة منها عن سر دوافعها لهذا المسلك الغريب، بررت برغبتها في المشاركة في توعية المجتمع من طريق العملات على اعتبار أنها متداولة في أيادي الناس وليست متوقفة عند أحد ما يجعلها تصل إلى شريحة عريضة، أما مقصدها من التوقيع على فئة الريالات فهو محاولة منها لمعرفة ما إذا كانت ستعود إليها نفس الورقة التي تحمل توقيعها من جديد أم لا. يذكر أن «الحياة» حصلت على نسخة من إحدى الأوراق النقدية التي كتبت عليها «أفراح» إحدى النصائح.