أثار تأكيد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، بقاء «البيشمركة» في المناطق التي حررتها من محافظة نينوى، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية العراقية، وأكد مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، أن الاتفاق بين بغداد وأربيل يتضمن بنداً صريحاً ينص على انسحاب القوات الكردية إلى أماكنها السابقة. وواصلت القوات العراقية تقدمها في أحياء الموصل، خصوصاً في المحورين الجنوبي والغربي، وتوقع مراقبون أن تبدأ اقتحام وسط المدينة في الأيام القليلة المقبلة. (للمزيد) وكان بارزاني زار بعشيقة الأربعاء الماضي وأكد «وجود اتفاق مع وزارة الدفاع الأميركية على أماكن انتشار البيشمركة في الخط الدفاعي قبل بدء عمليات تحرير الموصل»، وأشار إلى أن «الإقليم لن يتنازل عن حق الاستقلال تحت أي ضغط». وجاء في رد العبادي على هذه التصريحات: «نود تأكيد أن الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان على تحرير نينوى ما زال ثابتاً ولا يوجد أي تغيير فيه، حيث تقاتل قوات البيشمركة جنباً إلى جنب مع القوات الاتحادية لتحرير المحافظة من إرهاب داعش». وأوضح أن «الاتفاق يتضمن بنداً صريحاً بانسحاب البيشمركة من المناطق المحررة الى أماكنها قبل عمليات التحرير، وهذا الأمر تم تطبيقه في عدد من المناطق». وأضاف: «أما المناطق التي كانت فيها قوات البيشمركة في فترة الحكومات السابقة والتي تم تحرير بعضها قبل بدء العمليات (في نينوى)، فلم يتم أي اتفاق جديد عليها، وهي خاضعة للنصوص الدستورية في تحديد عائديتها». من جهة أخرى، قال النائب هيثم الجبوري، من «ائتلاف دولة القانون» بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي في بيان: «حذرنا سابقاً من انقلاب بارزاني على الاتفاق المبرم مع الحكومة المركزية حول دوره في عمليات تحرير نينوى، وذكّرنا مراراً وتكراراً بعدم احترامه كل المواثيق التي يبرمها، لكن الأغرب من ذلك صمت الحكومة وعدم تعليقها على تصريحاته الأخيرة». وأكد عضو اللجنة القانونية النائب عبد الرحمن اللويزي أن «حدود الإقليم واضحة بموجب الدستور، وهي كما كانت في 19 آذار (مارس) 2003»، مشيراً إلى أن «لا قيمة قانونية لأي اتفاق مفترض بين بارزاني والأميركيين على ضم أراضي نينوى المحررة إلى الإقليم». من جهة أخرى، فرضت قوات «الحشد الشعبي» سيطرتها على مطار تلعفر العسكري في المحور الغربي من الموصل، فيما أعلنت قوات الجيش تقدمها في الأحياء الشرقية للمدينة، بالتزامن مع السيطرة على تل نمرود الأثري في المحور الجنوبي. وجاء في بيان ل «الحشد» أمس، أن قواته «بعدما سيطرت مساء الأربعاء على مطار تلعفر العسكري، بدأت بملاحقة المحاصرين من عناصر داعش، وتم العثور على شبكة أنفاق في محيط المطار، وفككت الكثير من العبوات التي زرعت لإعاقة تقدمنا»، وأشار إلى «إسقاط ثلاث طائرات مسيرة فوق المطار، وتفجير سيارتين مفخختين في قرية العبارة التي تم تحريرها أيضاً». وأعلن حسام الدين العبار، وهو عضو مجلس محافظة نينوى في تصريحات أمس، أن «الحشد سلم 16 قرية محررة في قضاء تلعفر إلى الفرقة 15 من الجيش التي ستمسك الأرض كي يتفرغ المقاتلون لتحرير بقية مناطق القضاء». وتابع أن «القوات الأمنية لا يفصلها الآن سوى 3 كيلومترات عن مطار الموصل بعدما تمكنت الشرطة الاتحادية من تحرير قرية البوسيف التابعة إدارياً لمركز الموصل». وزاد أن «قواتنا في المحور الشمالي من جهة سد المدينة نجحت في تحرير منطقة ساحة التبادل التجاري الثانية واقتربت كثيراً من مركز المدينة».