تواصل القوات العراقية مدعومة من الشرطة وفصائل «الحشد الشعبي» التقدم في الموصل، وتقترب من الجانب الأيمن للمدينة وبلدة تلعفر. وأكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن أيام «داعش» باتت معدودة. وأعلنت الأممالمتحدة أن حوالى ألفي عنصر من الجيش و «البيشمركة» و «الحشد الشعبي» قتلوا في العراق الشهر الماضي، في حين أعلن الأكراد أن 1600 عنصر من «البيشمركة» وحدها قتلوا في الموصل. من جهة أخرى، فشل البرلمان في إقرار الموازنة أمس بسبب الخلافات على حصة السنة من «الحشد الشعبي»، ورواتب الموظفين في إقليم كردستان. وتوقع قادة ميدانيون أن تخضع الخطط العسكرية في بعض المحاور ل «تعديلات أو تغييرات»، حيث تواجه القوات، خصوصاً في المحور الشرقي، صعوبات في التوغل نحو مركز المدينة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية يواجهها الأهالي، وانقطاع المؤن والمياه والوقود، في ظل اشتداد برودة الطقس. وقال النائب أحمد الأسدي، الناطق باسم «هيئة الحشد الشعبي» في بيان أمس إن «قوات الحشد تمكنت من محاصرة ناحية تل عبطة، على أن يتم اقتحامها قريباً»، وأشار إلى «معلومات تتحدث عن فرار عناصر تنظيم داعش وقادته بعد إحراقهم المقرات المهمة والوثائق والكتب السرية». وأعلن إعلام الحشد «قتل عشرات الإرهابيين بانفجار مستودع ألغام نتيجة الأمطار الغزيرة، غرب مطار تلعفر». إلى ذلك، أفادت قيادة الشرطة الاتحادية بأن قواتها وصلت إلى «مشارف معسكر الغزلاني، جنوب غربي الموصل، وتستعد لاقتحامه وتطهيره من عصابات داعش». ويبعد المعسكر الواقع إلى الغرب من المطار بضعة كيلومترات عن أحياء الجانب الأيمن. في المحور الشرقي، أفادت وزارة الدفاع بأن «الفرقة التاسعة واصلت تطهير حي الانتصار، ووصلت إلى مشارف حي الصحة، وهي تعمل على تدمير أدوات داعش التي تعرقل تقدم القوات كالقنّاصين والعربات المفخخة والعبوات الناسفة، وقد تم إجلاء عدد كبير من المدنيين، للحيلولة دون استخدامهم دروعاً بشرية». وحذر الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان من أن «داعش يستخدم سيارات المدنيين، ويحاول تمويه وخداع القوات، في تنفيذ هجمات انتحارية». ودعا سكان الأحياء الشرقية، عبر مكبرات الصوت، إلى «البقاء في منازلهم وعدم مغادرتها». وقال قائد العمليات الخاصة اللواء الركن معن السعدي إن «الظروف الجوية تعيق تقدم القوات، وسنضطر إلى تطهير المناطق المحررة قبل التوجه لاستعادة ما تبقى منها»، مؤكداً «تحرير أحياء البكر والقادسية الثاني والإخاء الثاني، وأصبحنا نسيطر على نصف الأحياء الواقعة في محورنا». وأوضح مساعد قائد قوات التحالف الدولي روبرت جونز في بيان أن طائرات التحالف «قصفت أربعة جسور من أصل خمسة تربط جانبي الموصل». وأضاف أنها «لم تدمر كلياً، بل تم تعطيلها لمنع داعش من استخدامها في نقل عربات مفخخة من الجهة الغربية إلى الشرقية»، لافتاً إلى أن «الهجوم الذي دخل أسبوعه السابع يحقق تقدماً، والعدو يواجه صعوبات، ويدعو عناصره إلى الثبات». وأعلنت بعثة الأممالمتحدة أن القوات العراقية فقدت نحو ألفين من عناصرها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، خصوصاً في معركة استعادة الموصل من «داعش». وتفيد الأرقام الشهرية التي تصدرها البعثة لدى العراق، أن 1959 من القوات الأمنية قتلوا الشهر الماضي، وأصيب حوالى 450، وتشمل الأرقام عدد القتلى من الجيش والشرطة و «البيشمركة» و «الحشد الشعبي». سياسياً، فشل البرلمان أمس في إقرار مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2017، وقالت النائب عالية نصيف ل «الحياة»، إن «الخلافات تركزت على طريقة توزيع رواتب موظفي إقليم كردستان، إذ طالبت الكتل الكردية بأن يخصص نفط كركوك لهذا الغرض. أما الخلاف الثاني فأثارته الكتل السنية حين طالبت بتخصيص نسبة 30 في المئة من موازنة الحشد الشعبي للمقاتلين السنة». واستبعدت تمرير الموازنة السبت «إذ أصرت كتلتا التحالف الكردستاني واتحاد القوى الوطنية على تلك المطالب التعجيزية». وأفاد النائب من «التحالف الكردستاني» عادل نوري أمس بأن «ثلاث كتل كردستانية أعلنت مبادرة تقضي بتسليم بغداد 300 ألف برميل يومياً من نفط كركوك مقابل توفير رواتب موظفي الإقليم». وأضاف أن «هذه الكتل تفاوضت مع الكتل الأخرى في هذه المبادرة ووجدنا تجاوباً».