بعد يوم واحد فقط، من إقرار قانون تشريع ميليشيات الحشد الشعبي، لانضمامها إلى قوات الجيش العراقي، تعرضت أحياء مدينة تلعفر الواقعة غرب محافظة نينوى لقصف عشوائي من مدفعيات الميليشيات، إضافة إلى طائرات التحالف الدولي، والمروحيات العراقية. وأسفر القصف العشوائي عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة آخرين، بينهم أطفال ونساء. وبدأت مدفعيات الحشد منذ ساعات الصباح الأولى أول من أمس، حملة قصف عشوائي على الأحياء الجنوبية للمدينة، التي يتحصن فيها عناصر داعش وسط المدنيين. من جانبه، أشارت مصادر تتبع للتنظيم المتطرف، إلى أسر التنظيم نحو خمسة من أفراد ميليشيا الحشد، عقب محاولتهم التقدم والسيطرة على منطقة "تل عبطة"، جنوب تلعفر، في وقت يستعد فيه الجيش العراقي مسنودا بوحدات الشرطة وأفراد من السنة والتركمان الشيعة لاقتحام المدينة، وتنحية ميليشيا الحشد خارج المدينة. جنون المتطرفين أكدت وكالات تابعة لتنظيم داعش في الموصل، أن المتشددين قتلوا ما لا يقل عن 27 فردا من قوات التدخل السريع، ودمروا تسع عربات، خلال هجومين انتحاريين بواسطة سيارة ملغمة على الأطراف الشرقية من المدينة، فيما أكد المستشفى الميداني بمنطقة كوكجلي، أنه استقبل 16 جثة، بينها نساء وأطفال، قتلوا على أيدي التنظيم المتشدد، إثر قصفه للأحياء الشرقية من الموصل. كما أكدت مصادر عسكرية في وزارة الداخلية، أن المتطرفين يلجؤون لاستخدام الزوارق لنقل الذخيرة والسلاح إلى زملائهم الذين يقاتلون في المحور الشرقي من الموصل، من أجل التمويه على مقاتلات التحالف الدولي تجنبا للقصف. من جانبه، أكد الجيش العراقي أول من أمس، أن القوات استعادت السيطرة على 50 % من مجمل محافظة نينوى، وذلك منذ بدء عملية تحريرها في أكتوبر الماضي، في وقت أصبحت فيه معظم أحياء الساحل الشرقي في المحور الشرقي من المدينة تحت سيطرة الجيش. تفاقم النازحين أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، أول من أمس، نزوح نحو 76 ألف شخص إلى مخيم جدعة في ناحية القيارة بمحافظة نينوى، ومخيم حسن شام في أربيل، إلى جانب مخيم داقوق في محافظة كركوك ومخيم زيلكان في محافظة دهوك. وكانت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، حذَّرت من وقوع كارثة إنسانية في مخيمي الخازر وحسن شامي بمحافظة أربيل، جراء ضعف الخدمات المقدمة للنازحين، وازدياد أعدادهم وقلة مؤونة الجهات الحكومية المعنية مع حلول فصل الشتاء.