في مواجهة تكهنات عن السياسة الاميركية الجديدة حيالها اثر فوز دونالد ترامب بالرئاسة، أكدت إيران أنها ستحدد بوصلة خطواتها في شأن تنفيذ الاتفاق النووي، استناداً الي الإجراءات التي تقدم عليها إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، في حين رأي مسؤول في الحرس الثوري الإيراني أن من المبكر الحكم علي برامج ترامب سواء ما يخص الاتفاق النووي او السياسة المتبعة حيال إيران. وقال رئيس مجلس الشوري (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني إن بلاده تراقب السياسة التي يتخذها الرئيس المنتخب و «ستتخذ القرارات بما يتناسب مع تلك المواقف»، لافتاً الي أن هذا الاتفاق ليس بين دولتين وإنما هو اتفاق دولي تم توثيقه من قبل مجلس الأمن ولا يمكن انتهاكه بهذه السهولة. وشدد على أن إيران «ستنظر الي أفعال الرئيس المنتخب وليس الي الأقوال». ورأي يد الله جواني مستشار مرشد الجمهورية الإيرانية لشؤون «الحرس الثوري» انه من المبكر الحكم علي إدارة ترامب، لكنه قال إن أي رئيس يدخل البيت الأبيض ملتزم بتنفيذ اليات المبادئ الرأسمالية التي يستند إليها النظام السياسي إذ «تحمل هذا النظام ضريبة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط من دون ان يربح شيئاً». وأكدت مصادر مطلعة في طهران أنها «لا تريد المساس بالاتفاق النووي وتعتقد أن أي انتهاك به من قبل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيصب في مصلحة إيران سواء علي المستوي السياسي أو علي الاقتصادي والتقني». ورأي سكرتير مجلس الأمن القومي علي شمخاني أن إيران تستخدم سياسة الردع بما يخص التعاطي مع الانتهاكات المحتملة للاتفاق النووي، مشيراً الي أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت التزام إيران بتعهداتها وهو ما يتطلب رداً ايجابياً من بقية الأطراف». إلا أن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، رأي أن مجلس الشوري يمتلك أساساً قانونياً سيستخدمه في حالة تنصل الأطراف الأخري من التزاماتها حيال هذا الاتفاق، معتبراً أن الاتفاق النووي يعتبر ملفاً وطنياً متفقاً عليه من قبل كل مراكز القرار في إيران. وأعرب عن اعتقاده أن الدول الأوروبية لا ترغب بانتهاك الاتفاق كما أن الصين وروسيا لن تقابلا بإيجابية أي انتهاك لهذا الاتفاق، وقال إن بلاده تحمّل الجانب الأميركي مسؤولية أي انتهاك وأن إيران «تضع كل الخيارات علي الطاولة للتعاطي مع المواقف المحتملة للجانب الآخر». «سي أي أي» تحذر في غضون ذلك، حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جون برينان من أن العودة عن الاتفاق النووي بين ايران والدول العظمى كما وعد دونالد ترامب خلال السباق الى البيت الأبيض، سيكون «كارثياً». وقال برينان في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن ذلك «سيكون كارثة فعلاً». وأضاف: «أولاً، مجرد تمزيق ادارة لاتفاق يعتبر سابقة إدارية لا مثيل لها. ثم قد يفضي ذلك الى تطوير برنامج تسلح في إيران سيدفع دولاً أخرى في المنطقة الى تطوير برامجها الخاصة»، محذراً من خطر «النزاع العسكري». وزاد: «بالتالي اعتقد انه سيكون ضرباً من الجنون اذا اقدمت الإدارة الجديدة على تمزيق الاتفاق». ولم يدل ترامب بتصريحات في هذا الخصوص منذ انتخابه لكنه عين مايك بومبيو لخلافة برينان وهو برلماني معادٍ لإيران من الصقور. وكان بومبيو غرد عشية تعيينه انه «ينوي العودة عن هذا الاتفاق الكارثي المبرم مع اكبر دولة داعمة للإرهاب». كما أوصى برينان الرئيس المقبل ب «توخي الحذر» من الوعود الروسية في حين قال ترامب انه يأمل في إقامة «علاقات جيدة جداً» مع الرئيس فلاديمير بوتين. وقال برينان «في نظري الوعود الروسية غير صادقة»، معرباً عن الأمل في «تحسين» العلاقات الصعبة بين البلدين.