أكد عضو هيئة الطاقة النووية التونسية الدكتور محمد فوزي بن سليمان الدور المهم للتشخيص بالطب النووي في مساعدة الأطباء على الوصول إلى تشخيص دقيق للحال المرضية، نافياً وجود دليل على خطورة المواد الخاصة بفحوصات الطب النووي على صحة الإنسان، مطمئناً إياهم بعدم إثبات علمي لحدوث مضاعفات سرطانية للمرضى الذين تم علاجهم بالمواد المشعة. وتناول في محاضرته (الطب النووي التشخيصي) في ورشة «الحماية من الإشعاع في مراكز الطب النووي والعلاج بالإشعاع» تعريف التشخيص وأقسامه كالتشخيص العضوي والتصوير الوظيفي، متطرقاً في الوقت ذاته إلى ماهية المواد المشعة أو المواد النووية المستخدمة للتشخيص وأنواعها. وأشار في المحاضرة التي ألقاها أمس (الإثنين) ضمن فعاليات اليوم الثاني للورشة التي تعقدها جامعة طيبة في المدينةالمنورة، إلى استخدامات تلك المواد لأمراض مختلفة كل مادة منها خاصة بعضو معين. وأوضح أن التشخيص وانبعاث الأشعة يستخدم في تشخيص أمراض الأورام، كما تناول في حديثه أيضاً التصوير بواسطة «الجاما» كاميرا ومقارنة الطرق المختلفة للتصوير الإشعاعي، كما أعطى صورة توضيحية عن التشخيص بالطب النووي للأمراض بأسلوب تمثيلي للحالات المرضية كمرضى الكلى والقلب والأورام السرطانية وكذلك كيفية التشخيص من دون إلحاق أذى بالمريض الذي يخضع للتشخيص بواسطة الطب النووي. كما تحدث الدكتور ابن سليمان في محاضرة ثانية بعنوان (الطب النووي العلاجي)، عن مدى العلاقة بين الطب النووي التشخيصي والعلاجي، مبيناً أن البرنامج العلاجي قائم على أساس التشخيص المرضي. وذكر مدى أهمية التشخيص الباكر للمرض، وتحديد نسبة الخلل الوظيفي للعضو المُصاب، وسهولة إجراء الفحص وعدم وجود أي مُضايقات أو مُتطلبات يلتزم بها المريض سواء قبل أو أثناء أو بعد الفحص، شارحاً الكمية القليلة التي يتعرض لها المريض من الإشعاع مقارنة مع فحوصات الأشعة والقدرة على متابعة تطور الحالة المرضية بدقة، وتحديد مدى فاعلية وتأثير العقاقير الطبية في علاج الأمراض، ومتابعة نتائج العمليات الجراحية في بعض الأمراض. ومن خلال رسم بياني، استعرض ابن سليمان زيادة انتشار الأمراض السرطانية (سرطان البروستات، سرطان الثدي، سرطان الرئة) وكيفية انتشار الخلايا السرطانية في العظام، كاشفاً الإجراءات الوقائية المتبعة عند استخدام الطب النووي بقوله: «بصورة عامة نستطيع أن نقول إنه منذ اكتشاف الطب النووي حتى يومنا هذا لا يوجد دليل على خطورة المواد الخاصة بفحوصات الطب النووي على صحة الإنسان ولم يثبت كذلك وجود مضاعفات سرطانية للمرضى الذين تم علاجهم بالمواد المشعة». وعلى صعيد الورشة، أفاد مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة، أنها تهدف إلى درس الإيجابيات والسلبيات وسبل معالجة الأضرار الناتجة من الإشعاع النووي واستخدامه في المنشآت الصحية، كاشفاً توجه الجامعة إلى التوسع في المجال الصحي، إذ تبلغ الكليات الصحية سبعاً وسيتم تحويل الإدارة الطبية إلى مستشفى جامعي ما يدعو الهيئات العلمية في الجامعة إلى إقامة مثل هذه الورشة.