أنقرة – أ ب، رويترز، أ ف ب – اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي بالخيانة، مهدداً بفتح حدود بلاده أمام تدفّق مئات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين إلى القارة، بعدما طالب البرلمان الأوروبي بتجميد موقت لمفاوضات عضوية أنقرة في الاتحاد، وندد بحملة «قمع» شنّتها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي. وأعلنت المفوضية الأوروبية التزامها تطبيق الاتفاق مع تركيا لوقف الهجرة غير المشروعة، لافتة إلى أن الاتحاد يعوّل على جهاز حرس الحدود الأوروبي لمواجهة أي موجة جديدة. ورفضت فرنسا «مزايدات بلا جدوى»، فيما اعتبرت ألمانيا أن «لا نتيجة لتهديدات الجانبين». وأفادت «المنظمة الدولية للهجرة» بوصول 171 ألف مهاجر إلى اليونان منذ مطلع 2016، في مقابل 740 ألفاً في الفترة ذاتها من العام 2015. وتعهد الاتحاد مساعدة تركيا مالياً لتحمّل عبء 3 ملايين لاجئ، في مقابل إعفاء مواطنيها من تأشيرات الدخول إلى منطقة «شنغن»، وفتح فصول جديدة في مفاوضات العضوية. لكن أنقرة استجابت ل65 من 72 شرطاً حدّدها الاتحاد لإلغاء التأشيرات، وبقيت 7 شروط تحقيقها صعب، خصوصاً لخلاف حول تعريف الإرهاب. ورأى أردوغان أن قوله «الحقائق» دفع البرلمان الأوروبي إلى اتخاذ قرار بتجميد مفاوضات عضوية تركيا، وخاطب الأوروبيين قائلاً: «لم تتصرّفوا أبداً بصدق تجاه الإنسانية. لم تستقبلوا الطفل (السوري) إيلان الذي لفظه البحر على السواحل، ولا الطفل (السوري) عمران، نحن مَن أطعمنا 3.5 مليون لاجئ، وأنتم خنتم وعودكم». وأضاف: «منحتنا الأممالمتحدة 550 مليون دولار. وقدّم الاتحاد الأوروبي وعوداً، لكنه أرسل حتى الآن نحو 700 مليون، ونحن أنفقنا 15 بليون دولار. لا تنسوا، الغرب يحتاج إلى تركيا». وتابع مخاطباً الأوروبيين: «عندما احتشد 50 ألف لاجئ عند معبر كابي كولا (بين تركيا وبلغاريا)، طلبتم مساعدة وتساءلتم: ماذا سنفعل إذا فتحت تركيا حدودها؟ لا أنا ولا شعبي نفهم تهديداتكم الجوفاء، وإذا تماديتم في إجراءاتكم ضد تركيا، ستُفتح معابرنا الحدودية أمام اللاجئين. لا يهمّ لو أيّدتم جميعاً تصويت» البرلمان الأوروبي. وكرّر أنه سيوقّع مرسوماً لإعادة العمل بعقوبة الإعدام، «يزعج هؤلاء السادة»، إذا أقرّه البرلمان، وهذا ما يعتبره الاتحاد الأوروبي مخالفاً لمعايير عضويته. وحذر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم من أن موجات من المهاجرين قد «تجتاح» أوروبا من دون مساعدة بلاده. وأضاف: «أعترف بأن قطع العلاقات مع أوروبا سيؤذي تركيا، لكنه سيؤذي أوروبا أكثر بخمس أو ست مرات». وعلّق الناطق باسم المفوضية الأوروبية مارغاريتيس شيناس على تصريحات أردوغان، مؤكداً أن المفوضية تبقى «ملتزمة تطبيق الاتفاق مع تركيا» لكبح الهجرة غير الشرعية، واستدرك قائلاً: «نعوّل الآن على جهاز حرس الحدود الأوروبي» الذي لم يكن متوافراً العام الماضي خلال تدفّق أكثر من مليون مهاجر ولاجئ غير شرعي عبر بحر إيجه من تركيا إلى اليونان. ورجّح «التوصّل إلى تعريف للإرهاب يستجيب لحاجة تركيا وللتعريف الذي تحدّده شروط إلغاء التأشيرة» الأوروبية. ونبّهت ناطقة باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، إلى أن «تهديد» الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا «لا يؤدي إلى نتيجة»، معتبرة أنه «نجاح مشترك، والاستمرار به يصبّ في مصلحة جميع الأطراف». وانتقدت فرنسا تهديد أردوغان أوروبا، معتبرة أن «لا جدوى من المزايدات والمجادلات». في لندن، رأى نعمان كورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، أن بلاده هي «جزيرة استقرار» في منطقة مضطربة، لافتاً إلى أنها «في حال حرب مع تنظيمات إرهابية، ونحتاج إلى مساعدة المنظمات الغربية». وأكد في معهد «تشاتام هاوس» أن تركيا لن تبتعد من الغرب، مستدركاً أنها «ستواصل تنويع سياستها الخارجية المتعددة الأطراف، وتقويمها استناداً إلى مصالحها القومية». إلى ذلك، أعلنت وزارة التربية التركية إعادة 6 آلاف مدرّس إلى وظائفهم، بعد وقفهم عن العمل إثر المحاولة الانقلابية.