تعيش الأنبار على وقع هواجس من هجمات «داعش» الذي اعتمد تكتيكاً جديداً بدفع عناصر إلى اختراق الأجهزة الأمنية ومقاتلي العشائر، ونفذ بعض هؤلاء هجمات، الأسبوع الماضي، بأسلوب «الذئاب المنفردة». وطاولت هجماتهم الرمادي والفلوجة والعامرية، بعد هدوء شهدته هذه المدن منذ استعادة السيطرة عليها في النصف الأول من العام الجاري، فيما يخشى مسؤولون محليون من هجمات مماثلة مستقبلاً بعد انسحاب قوات عسكرية كبيرة منها نحو الموصل، حيث الجيش معارك شرسة. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت ل «الحياة» إن «القوات الأمنية لم تضع خطة لمرحلة ما بعد التحرير، لذا تشهد المدن المحررة فوضى وسط مخاوف من عودة داعش إلى نشاطه السابق». وأضاف أن التنظيم «بدأ يطبق تكتيكاً جديداً بعد خسارته السيطرة على المدن تتمثل في هجمات إرهابية بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة ينفذها عناصر تمكنوا من اختراق الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضت على السكان العائدين». وأوضح أن المهاجمين «يحصلون على مواد التفجير والأسلحة عبر مخابئ سرية داخل المدن وفي الصحراء». وزاد أن «الفساد والمحسوبية والوساطات العشائرية سمحت لعناصر متورطين بالإرهاب بالعودة إلى المدن وبعضهم تغلغل في صفوف قوات الأمن». وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» أمس أن قوات الأمن تمكنت خلال حملة تفتيش غرب بحيرة الثرثار من تفكيك 38 عبوة ناسفة كانت مزروعة في الطرق الرئيسية ومعالجة عربتين مفخختين كان داعش يحاول استخدامها في استهداف القطعات القتالية. وأضافت أن «عناصر التنظيم كانوا يخبئون عدداً من العربات في مناطق مختلفة من محاور منطقة الثرثار كي تستخدمها الخلايا النائمة»، مبيناً أن «كل أوكارهم ومخابئ أسلحتهم يتم كشفها». وتابعت أن «قوات الأمن مستمرة في تأمين وتفتيش المناطق المعزولة، الصحراوية خصوصاً، والأراضي الزراعية لمنع استخدامها مضافات ومقرات بديلة في الأنبار». من جهة ثانية، أعلنت مصادر أمنية أن معلومات مكنت طيران التحالف من تنفيذ غارة استهدفت تجمعات «داعش» وسط قضاء عانة، ما أسفر عن قتل 23 عنصراً إرهابياً وتدمير ثلاث عربات. وما زال «داعش» يسيطر على ثلاث بلدات في الأنبار هي عانة وراوة والقائم الواقعة مفترق طرق بري مهم على الحدود العراقية– السورية.