أقر مسؤولون وشيوخ عشائر الحاجة إلى آلاف العناصر من قوات الأمن لتحرير المدن التي يحتلها «داعش» في الأنبار، ولفتوا إلى أن مساحة المحافظة الشاسعة تستنزف الجيش، في ظل غياب قوة محلية يمكن الاعتماد عليها في مسك الأرض، وتأمين طرقها الإستراتيجية. ويسيطر «داعش» على 6 مدن كبيرة في الأنبار هي: القائم وراوة وعانة وهيت والفلوجة والرطبة، أما قوات الأمن فتسيطر على مدينتي حديثة والرمادي. وأعلن زعيم منظمة «بدر»، القيادي في «الحشد الشعبي»، هادي العامري خلال مؤتمر صحافي أمس توقف عملية فك الحصار الذي يفرضه «داعش» على قضاء حديثة، شمال غربي الرمادي. وقال إن توقفها «بسبب عدم إمكان مسك الطرق والمناطق المحررة»، وأشار إلى أنه «كان من يفترض أن تقوم قوات الحشد الشعبي بتحرير الطريق المؤدي إلى حديثة والمناطق المحاذية، وبعد تحرير هذه الطرق تمسك القوات الأمنية الأرض، ليتم إكمال التحرير». وزاد إن «عدم تمكن قوات الأمن من مسك الأرض، حال دون فك الحصار عن المدينة». وينتشر المئات من عناصر «كتائب البراق» القريب من «بدر» في مناطق غرب الأنبار، وهو الفصيل الشيعي الوحيد الموجود في المنطقة ويعمل مع قوات الجيش. من جهته، انتقد شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت الحكومة بعدم الجدية في إيجاد قوة محلية كافية، سواء من الشرطة أو مقاتلي العشائر، وأضاف إن الجيش «لا يعاني من مشكلة شن الهجمات بل في مسك الأرض». وأضاف في اتصال مع «الحياة» أن «العمليات العسكرية في مدن شرق الأنبار في الرمادي والفلوجة وضواحيهما تجري بسهولة بسبب قرب هذه المدن من بعضها ما يسهل على الجيش التحرك، ولكن المشكلة أكبر في مدن غرب الأنبار المترامية الأطراف». وأوضح أن «مسافات طويلة من الطرق تربط هيت والبغدادي وحديثة والقائم وعانة وراوة، وتأمينها يحتاج إلى آلاف من عناصر قوات الأمن، وتكمن مشكلة الجيش في صعوبة تنفيذ مناورات عسكرية فيها بسبب المسافات الطويلة التي تفصل بين مدنها، ويستغل داعش ذلك بجعل هذه الطرق مكامن وفجر أكثر من 70 جسراً حيوياً في المحافظة، ولهذا تفضل القوات الأمنية البقاء في مراكز المدن والمعسكرات، وتنفيذ عمليات قريبة منها». وعلى رغم إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي إعادة تشكيل عشائرية مقاتلة لكن محاولاته اصطدمت بتحفظات «الحشد الشعبي» الذي رفض أيضاً مساعي أميركية لتسليح العشائر للاستفادة منها في مهام استخباراتية أكثر منها قتالية وتكرار تجربة الصحوات في 2006. إلى ذلك، تواصل وحدات من الجيش توغلها في آخر معاقل «داعش» شرق الأنبار، وأعلنت قيادة العمليات اقتحام بلدات البو بالي والعبيد وصولاً إلى جزيرة الخالدية، وسط نزوح المئات من العائلات، فيما تتواصل عمليات تفكيك العبوات الناسفة في مركز الرمادي.