تقدم الجيش العراقي بحذر نحو ضواحي مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» منذ أكثر من عامين، ضمن عملية عسكرية خططوا لها على ثلاث مراحل، فيما انتقد مسؤولون محليون تمهل الجيش في تحرير الفلوجة المتاخمة لبغداد وتوجهه إلى تطهير بلدات بعيدة نسبياً عن الرمادي. وقال أحمد الجميلي، أحد شيوخ عشائر الفلوجة، في تصريح ل «الحياة» إن «القوات الأمنية تتقدم بحذر وبطء نحو مدينة الفلوجة»، مؤكداً أن «عملية التحرير تتضمن ثلاث مراحل، كسر دفاعات داعش، ثم السيطرة على ضواحي المدينة، ثم مرحلة اقتحام مركز المدينة». ولفت إلى أن «قوة داعش في الفلوجة تكمن في ضواحي المدينة الشمالية في الصقلاوية والشرقية في الكرمة، والجنوبية في البوعساف ومنطقة الهياكل» مشيراً إلى أنه «في حال سيطر الجيش على هذه البلدات يسهل اقتحام المدينة». وأكد الجميلي أن «معركة الفلوجة صعبة وتحتاج إلى تكتيك عسكري مختلف مقارنة بمعارك الرمادي وهيت وكبيسة»، موضحاً أن «هناك الآلاف من السكان داخل المدينة منعهم داعش من الخروج». من جهة أخرى، أعلنت «قيادة عمليات الأنبار» في بيان أمس، أن «القوات الأمنية نفذت عمليات استهدفت معاقل الإرهابيين في مناطق الهور ومحطة زبن الحنشل الواقعة بين ناحية العامرية ومدينة الفلوجة، أسفرت عن قتل 25 عنصراً منهم». وأضاف البيان أن «قطعات الجيش وصلت إلى بلدة السلام شمال غربي عامرية الفلوجة»، وعدها «مرحلة متقدمة في المعركة مع تواصل هجماتها على مواقع التنظيم وتكبيده خسائر كبيرة». وأشار البيان أيضاً إلى أن «القوات الأمنية حررت منطقة البحيرات وشمال الروفة في ناحية الكرمة شمالي الفلوجة، وكبدت داعش عشرات القتلى والجرحى». إلى ذلك، كشف شعلان النمراوي أحد شيوخ عشائر قضاء هيت غرب الرمادي، في اتصال مع «الحياة» أن «اجتماعاً مهماً عقد بين مسؤولين محليين وشيوخ عشائر وقادة عسكريين أميركيين في قاعدة عين الأسد بحث الاستعدادات لفتح جبهة ضد داعش في مناطق حوض الفرات». وكان الجيش تمكّن قبل أيام من السيطرة على الطريق الرابط من الرمادي مروراً بهيت وصولاً إلى قضاء حديثة، مع استمرار قيادة عمليات الجزيرة والبادية ملاحقة «داعش» شمال حديثة حتى الحدود السورية. وأوضح النمراوي أن «التحالف الدولي أكد جديته هذه المرة في المشاركة بفتح جبهة حوض الفرات وصحراء الأنبار الكبرى الممتدة من حديثة إلى قضاء القائم على الحدود مع سورية»، مؤكداً أن «هذه العملية يصعب تنفيذها بقوات برية ما يتطلب طيراناً مكثفاً للتحالف الدولي لقطع إمدادات التنظيم بين العراق وسورية». وفي محافظة صلاح الدين أعلنت هيئة «الحشد الشعبي» في بيان أمس أن «قوات لواء تلعفر التابعة للحشد صدت هجوماً لتنظيم داعش استهدف منطقة جبال مكحول شمالي صلاح الدين، وأجبرت القوة المهاجمة على الانسحاب بعد قتل واصابة عدد منهم». لكن «داعش» ما يزال يسيطر على بلدات شمال صلاح الدين ويشن بين الحين والآخر هجمات على قوات الحشد المنتشرة في بيجي ومكحول والصينية.