رايهن (سويسرا) - أ ف ب - من بورتريهات غوستاف كليمت النسائية الى شخصيات ايغون شيله المعذبة مروراً بأثاث فاخر ومرهف لكارل أوتو موزر، تعرض مؤسسة «بييلير» اعتباراً من اليوم في رايهن في سويسرا، مئات من التحف العائدة الى حركة الانفصال الفنية في فيينا في معرض رائع ونادر. معرض «فيينا 1900» يستمر حتى 16 كانون الثاني (يناير) المقبل يقدم من خلال اكثر من مئتي لوحة ومجسمات مهندسين معماريين وأثاث وزجاجيات، قراءة واسعة لحركة الانفصال الفنية وهي تيار يندرج في اطار حركة «آر نوفو»، شهدته العاصمة النمسوية مطلع القرن العشرين. ويقول سامويل كيلير مدير مؤسسة «بييلير» العريقة ومقرها في رايهن قرب بال، ان جمع هذا العدد من الأعمال العائد الى تيار غزير الإنتاج يشكل «ولادة الفن المعاصر»، كان مهمة شبه مستحيلة. ويضيف: «من الصعب جداً تنظيم معرض كهذا، والذي قد يكون الأخير لبعض الأعمال بسبب هشاشتها والصعوبات المتزايدة لاستعارتها من اصحابها». الا ان النتيجة كانت اجتماعاً نادراً لأعمال رأت النور في عاصمة تحولت في مطلع القرن العشرين قطباً للفن والموسيقى والأدب. ففي هذه المدينة النابضة بالإبداع والحس الخلاق، اسس الفنان النمسوي غوستاف كليمت عام 1897 تيار حركة الانفصال الفنية في فيينا التي انضم اليها يوزف هوفمان ويوزف ماريا اولبريخ ورسامون ونحاتون ومهندسون معماريون آخرون. وقد نبذ جميعهم المفهوم التقليدي للفن ودافعوا عن نظرية «العمل الفني الشامل» حيث كل انواع التعبير الفني تتلاقى على قدم المساواة. وتقول المشرفة على المعرض باربرا ستيفن: «كليمت كان رجلاً ليبرالياً. رأى ان الفنانين لا يطلقون العنان لحسهم الخلاق، فقرر تشكيل حركته الخاصة» حيث يمكنهم التعبير عن فنهم بحرية اكبر. ويحتفي المعرض بهذا الحس الخلاق الذي استعاده الفنانون بدءاً بكليمت «منارة الحركة الفعلية»، على ما تؤكد المؤسسة المنظمة. وتشكل لوحات افريز بيتهوفن و بورتريهات النساء «جوديث 2» و «الاسماك الحمر» حيث يحتفي كليمت من خلال الألوان وحس مرهف بالنساء، اعمال الفنان الرئيسة. وعلى نقيض ذلك يرسم ايغون شيله الذي كان كليمت يرعاه، اشخاصاً معذبين في بورتريهات نفذها بالرصاص او الطبشور او الغواش. ولا يتردد كذلك في انجاز بورتريهات ذاتية. وتقول اليزابيث ليوبولد ارملة رودولف ليوبولد المدير السابق للمتحف الذي يحمل الاسم ذاته في فيينا والمخصص لفناني حركة الانفصال، ان شيله الذي لم يكن يحظى باعتراف معاصريه «اختار موضوعات تهمنا وهي الحزن والخوف والجنس». ويجمع المتحف تحفاً غير معروفة جداً، ولا سيما طاولات وخزانات عرض لكارل اوتو موزر وأدولف موزر وكارل اوتو تشيشكا، تسحر غالبيتها من خلال بساطة اشكالها وتصماميها. وينتهي المعرض على غرار الخطوات الاولى الخاطفة لحركة الانفصال الفنية في فيينا، عند سنة وفاة كليمت عام 1918 في ازمة قلبية ورحيل شيله الذي قضى جراء الانفلونزا الاسبانية.